الجزائر

أويحيى يدخل مرحلة السرية



 لا يعرف الناس ما أوصى به الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي مناضلي هذا الحزب في اللقاءات ''السرية'' التي عقدها معهم الأسبوع الماضي. فقد جاب عددا كبيرا من الولايات، ونشرت تنقلاته إلى العديد من الولايات نوعا من الفزع في أوساط السكان لمشهد أعوان الدرك والأمن الوطنيين، الذين أمنوا مساراته، وأحاطوا بالقاعات التي عقد فيها اجتماعاته.
ورغم كثـرة خرجات أويحيى، إلا أن صورة ميلود شرفي هي الأخرى اختفت، ولم يظهر في التلفزيون، كعادته، ولم يدل بتصريحات للجرائد ليشرح ما تقوم به التشكيلة السياسية التي ينتمي إليها، رغم أن الحزب الذي ينطق رسميا باسمه لا يمكن أن يعيش بطالة سياسية هذه الأيام. كما أن الساحة في بلادنا ملتهبة هذه الأيام بتصريحات شركاء هذا الحزب في التحالف الرئاسي وخصومهم الذين يحملونهم مسؤولية المآسي والانحرافات. وكان من المفروض منطقيا أن تكون تلك الجولات التي قام بها أويحيى مناسبة ليفصح عن مواقف حزبه من الحراك السياسي الداخلي، الذي سبقه فيه ''توأمه السياسي'' عبد العزيز بلخادم بالإعلان عن ترشيح الرئيس الشرفي لحزب جبهة التحرير عبد العزيز بوتفليقة لرئاسيات 2014 ''إن كان يرغب في ذلك''. كل هذا ولا يزال الأرندي صامتا، وينشط بعيدا عن الأضواء. 
السؤال المطروح: لماذا اختار الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي ''السرية''، ولم يسمح حتى للناطق الرسمي باسم هذا الحزب أن ينطق، كما تعود فعله ليقول على الأقل إن الأرندي ملتزم بتطبيق برنامج فخامة رئيس الجمهورية؟ والأغرب أن الحزب أحكم إغلاق أفواه كل مناضليه، الذين لم يسرب ولا واحد منهم، ما دار في تلك اللقاءات، باستثناء أن النقاش ''السري'' دار حول ثورات الشعوب العربية. ولم يسرب مناضلو هذا الحزب أيضا ما قاله رئيسهم حول تلك الثورات، التي سخر منها، ذات يوم، الناطق الرسمي باسم الحزب وفي لقاء سري أيضا بمدينة البيض.
هل أن الحالة خطيرة لدرجة أن يعقد حزب سياسي معتمد ومسؤوله الأول يرأس الوزراء، لقاءات سرية؟ أم أن هذه التشكيلة لا تريد أن يعرف الناس موقفها الحقيقي من الثورات العربية، ولهذا الغرض اختارت عقدها في غياب الإعلام.
ربما يحضر الأرندي مفاجأة من العيار الثقيل يتحفظ عليها ولا يخرجها للعلن إلا حين تنضج. لكن الجزائريين والجزائريات يعرفون أن هذا الحزب، الذي لم يفاجئهم أبدا منذ أن تأسس، لن يفاجئهم اليوم بما يحضر في السرية، والذي لن يكون خارج إطار ديمومة النظام الذي أنجبه.



lahcenebr@yahoo.fr


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)