الجزائر

أويحيى ومفعول الصدمة؟!



أويحيى ومفعول الصدمة؟!
هل كان أويحيى يعي ما يقول عندما قال في تصريحاته الأخيرة “تحيا الأوليغارشية”؟ هل كان ينتقد السلطة أم بالعكس يعطي “ذراع شرف” على حد المثل الفرنسي، لمنتقدي هذه الأوليغارشية الجديدة في الجزائر.ليس من السهل قراءة ما يريده أويحيى عندما يتكلم، ولا شك أنه يعرف جيدا وهو المتخرج من المدرسة ذات السمعة الوطنية (المدرسة العليا للإدارة) ما معنى الأوليغارشية، التي حسب تعريفها اليوناني هي حكم أقلية تكون بيدها السلطة السياسية تتميز بالمال أو النسب، أو السلطة العسكرية!؟فهل ما قاله أويحيى انتقاد للرئيس وجماعته، أم العكس، هو إعلان انتساب وولاء بقدر ما هو رد على تصريحات زعيمة حزب العمال؟!مهما تكن حقيقة ما يريده الرجل، فتصريح كهذا لا يطمئن النفوس، خاصة وأن دخان أزمة غرداية ما زال في الأفق، فهل أراد الرجل تحويل الأنظار عن غرداية التي عرفت في الأيام الأخيرة تركيزا إعلاميا غير مسبوقا، بتصريحات نارية، وليكن ما يكون؟أم أن أويحيى أراد بهذا أن يحدث “صدمة” لدى الرأي العام الذي يعتقد أنه لم ينتبه بعد لما ستؤول إليه الأوضاع الاقتصادية للبلاد ويقول إن الأزمة ليست مرحلية وقد تطول، ما لم يشمر الجزائريون على سواعدهم؟ فالمعروف أن أويحيى يمقت الكسل والتواكل، ويريد من هنا أن يؤسس لمرحلة جديدة، مرحلة الاتكال على النفس وتغيير نمط الحياة التي تعود عليها الجزائريون سنوات الرخاء الأخيرة، سنوات الحاويات والاستهلاك الفاحش، أليس الوقت متأخرا عن كلام كهذا؟لماذا لم يرفع أويحيى عقيرته بالصراخ لما كانت الملايير تبذر في مشاريع وهمية وتهرّب عبر كل المنافذ مع أنه كان رئيسا للحكومة قبل أن يأكل الرئيس من صلاحياته ويجعل منه وزيرا أول فقط!لكنه لما ينتقد الحكومة ويتهمها بأنها تخفي الحقائق على المواطنين، أليس المسؤول الأول عن الحكومة والذي عينها وعين أعضاءها هم رجال الأوليغارشية التي يصلي أويحيى من أجل سلامتها؟لفهم كلام أويحيى يجب كتابته على ورق وقراءته معكوسا في مرآة! والمرآة هنا تقول إن الرجل يستعد مثلما كان متوقعا لاستلام تسيير مرحلة “السبع العجاف” التي نحن مقبلون عليها، بل نحن فيها، مثلما سير أزمة نهاية التسعينيات، عندما كانت الخزائن فارغة والبلاد تحترق والأزمة الأمنية عزلتنا عن العالم.كلام أويحيى عن أزمة غرداية فيه توريط للسلطة، فعندما يقول إن غرداية مستهدفة بمؤامرة خارجية، فهذا يعني أنه هو و”أوليغارشيته” فشلوا، فالدولة القوية بمؤسساتها وبمخابراتها لا يمكن أن يزعزعها كمال الدين فخار، ولا المغرب، ولا أية قوة أخرى. فما دام المغرب حسب بعض التصريحات الإعلامية وغير الرسمية قدر أن يشعل جزءا من البلاد ويتسبب في مقتل العشرات من أبنائنا فهذا يعني فشلا ذريعا لهذه السلطة ووجب رحيلها.فهل هذه التصريحات هي الأخرى يجب قراءتها في مرآة عاكسة لنعرف على من يقع الإسقاط؟!على كل أزمة غرداية لم تنته بعد، وعودة الهدوء لا تعني عودة المودة والحب بين سكانها، ولم تدفن مخاوفهم أمس مع جنائز القتلى. وأمام أويحيى كرجل دولة وزعيم حزب، ومشروع رئيس أن يجرب وصفته في غرداية. ونحن في الانتظار!؟




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)