الإستماع إلى الضحية الزبير أونيس وهو يسرد مشوار معاناته في الكثير من المحطات المثيرة التي تركت بصماتها على نفسيته وهو الذي فقد عينه اليسرى بطريقة دراماتيكية، كما جاء على لسانه ''محنتي بدأت بالتحديد في مارس 2007 عندما زرت طبيبا مختصا في طب العيون من أجل معالجة عيني اليمنى، وهو ما تحقق لي بعون الله حيث شفيت تماما، الأمر الذي شجعني على اتباع نفس الأسلوب لمعالجة عيني اليسرى''، وهو يستعيد ذكرياته مع مشكلة فقدانه البصر، حاول أونيس الزبير العودة بنا إلى مشواره المهني وكيف تولى مناصب عمل خلال مشواره المهني، فضلا عن كونه بدأ السياقة في سنة 1953 ولم يكن يومها يشتكي من أي إصابة أو مرض في عينيه: ''عندما قررت اللجوء إلى مستشفى بني مسوس في 8 ماي 2009 لإجراء فحص على عيني اليسرى، اتضح للأطباء بأنني أعاني بعض العجز في النظر وتم الاحتفاظ بي بالمستشفى في اليوم ذاته، لأن حالتي تتطلب إجراء عملية جراحية، وهو ما تم بالفعل في اليوم الموالي (9 ماي) حيث تم نقلي إلى قاعة العمليات وبعد أن انتهى ثلاثة أطباء من إجراء العملية شكرتهم، غير أن الأمر الذي انتابني وأدهشني هو أن الممرض الموجود بقسم طب العيون طلب مني مغادرة المستشفى يوم 10 ماي أي بعد يوم فقط من العملية، وهو ما حدث بالفعل حيث عدت إلى المنزل، غير أن ما لم أكن أتوقعه حدث''·
توقف السيد الزبير عن الكلام لبعض اللحظات ثم واصل حكايته: ''خلال اليوم الموالي أخبرتني زوجتي بأن عيني اليسرى احمّرت، وهو ما جعلني أعود إلى المستشفى مسرعا في اليوم الموالي للنظر في الأمر، وكم كانت مفاجأتي كبيرة عندما سألني الأطباء عن الأسباب التي جعلتني أغادر المستشفى بهذه السرعة، فأخبرتهم بأن الأمر لم يكن بيدي''· هكذا فقد هذا الشيخ عينه اليسرى لأن حلقات مسلسله جاءت معاكسة لما كان يتمناه، بعد أن خضع بالمستشفى لعلاج يومي بمعدل حقنة: ''لقد قيل لي أنني مصاب بميكروب فقط وسأُشفى، لكنني بعد 15 يوما قال لي أحد الممرضين بأن عيني اليسرى لم تعد تبصر، وعندها فقط طلبت من الطبيبة أن تعد لي تقريرا لأتفاجأ بأنه ممضي فقط من طرف الممرض، والأكثر من ذلك فقد أخبرني البروفيسور مسؤول القسم أن إصابتي تعود إلى 8 سنوات''·
ومثل بقية المصابين الآخرين ما يزال السيد الزبير يتابع القضية على مستوى العدالة ويطالب بالتعويضات للتكفل بحالته لأنه ذهب ضحية أخطاء طبية إرادية، حيث لم تنفع مراسلاته المتكررة وشكاويه وصيحاته إلى وزارة الصحة، مديرية الصحة ومختلف المصالح لكن لا حياة لمن تنادي، وهو يعبر لنا عن استيائه وغضبه، كرّر عدة مرات إمكانية لجوئه إلى الانتحار لينهي معاناته الطويلة في ظل تجاهل السلطات المعنية وضعيته، ويبقى بصيص الأمل الذي ما يزال يملكه هو صرخته التي وجهها إلى رئيس الجمهورية عندما ترجاه أن يفتح تحقيقا موسعا لكشف المستور في قضيته التي تضاف إلى قائمة الأخطاء الطبية التي ذهب ضحيتها المواطن المسكين·
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/05/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الجزائر نيوز
المصدر : www.djazairnews.info