أول صيام كوثر تحلم بحلوة ''النوقة'' طيلة يوم الصيام

 عاشت عائلة بوشناق يوما مميزا للغاية، بعد أن أبدت الطفلة كوثر نيتها في الصيام لهذه السنة، مما جعل الوالد ميتشو يسترجع ذكريات الصغر وبدايات صومه الأولى، وقرر أن تعيش ابنته كوثر نفس الشعور.
قام والد كوثر بمصاحبة ابنته لعدة أيام في رمضان، يذكرها بأهمية الصيام ودوره في تكوين الفرد المسلم، ودأب على التجول معها في السوق وأحياء مدينة عين أرنات لتعيش أجواء شهر الصيام.
وحين حضر اليوم الموعود أيقظ الوالد كوثر لتناول وجبة السحور، ونامت مباشرة بعد أن تسحرت حتى لا تجهد نفسها، وحين استيقظت مجددا وجدت أمها منشغلة بأمور البيت، وعلى غير العادة كلفتها الأم ببعض الأعمال المنزلية البسيطة، مثل تنظيف الفناء، وترتيب الأحذية، حتى تلهيها عن الجوع والعطش.
ولم تنقطع مكالمات الوالد ميتشو الذي يعمل بإحدى شركات الاتصالات الخاصة، وكان يسأل في كل مرة عن حالتها، وفي كل مرة تكلمه كوثر تطلب منه حلوة النوفة ، وهي الحلوى التي تحبها كثيرا وتداوم على أكلها، ووعدها الوالد بإحضار قطعة كبيرة منها على الإفطار.
وظلت كوثر تنتظر الموعد بفارغ الصبر، رغم ضعفها في العديد من المرات، طالبة من أمها أن تناولها كأسا من الماء، لكن سرعان ما تنسى ذلك. ومع آذان الإفطار باشرت كوثر بأكل حبات من التمر، غير أنها لم تتمكن من مواكبة ما حضرته الأم من أطباق بهذه المناسبة، ثم التهمت قطعة كبيرة من حلوة النوقة. وحتى لا تنسى هذا اليوم قامت الأم بتخضيب رجلي كوثر ويديها بالحناء احتفاء، فيما أحضر الوالد هدايا متنوعة تمجيدا لهذه اليوم التاريخي في حياة ابنته البكر كوثر.