لم يستطع الطفل عامري محمد العربي، المدلل في أسرته بلقب ''حمودة''، تمالك نفسه أو إخفاء دموعه وهو يسترجع شريط ذكريات أول يوم صامه، وهو ابن الثـمانية أعوام فقط. يقول حمودة: ''كل شيء بدأ عاديا، لكنه كان يوما مثـقلا بالأوجاع والمتاعب التي نالت مني، وظهرت ملامحها عليّ في الساعات الأخيرة منه''. وبابتسامة خفيفة لم تخل من البراءة، لم ينس أنه توضأ ضعف عدد صلوات اليوم للتخفيف من وطأة الحر والعطش الذي نال منه، لكنه ظل متجلدا صابرا، تارة يخفي رأسه تحت وسادة، وتارة أخرى يحاكي أخاه ياسين في أمور الصيام وفضائله وأجره عند الله سبحانه وتعالى، معترفا أنه كان يحاول امتصاص الوقت من جهة ونسيان التعب من جهة ثـانية. أما والده الجيلالي، فتحدث عن تجربة ابنه بالمحاولة الإرادية التي لم يدفعه إليها أحد من العائلة، وكانت ـ كما قال ـ بدافع الفضول ورغبة اكتشاف أسرار هذا الركن من أركان الإسلام. ويضيف الجيلالي ''لا أنكر أنني كنت قلقا كثـيرا على حمودة، وطلبت من والدته أن تظل قريبة منه لمواجهة أي طارئ صحي في ذلك اليوم الذي كان مناسبة للاحتفال برمضان وصوم أصغر أفراد العائلة فيه لأول مرة''. ونزولا عند التقاليد، وضع خاتم من ذهب في كوب حليب، شربه حمودة ليكون صومه خالصا وصافيا صفاء الذهب. وقد ألزم حمودة نفسه أن يصوم جميع أيام رمضان هذا العام، لأنه مدرسة، كما قال، لتعلم الصبر وقهر النفس.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 14/08/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : النعامة: ق. خريص
المصدر : www.elkhabar.com