الجزائر

أول الغيث



أول الغيث

تأسيس رابطة علماء وأئمة الساحل الافريقي يأتي في وقت ضاعت فيه المرجعيات الدينية والأخلاقية والاجتماعية وحتى الإنسانية.
وإذا كان الجدل مقبولا في القضايا الحياتية خارج الدين فإن القضايا الدينية لا يجوز الجدل فيها خاصة المصيرية منها عملا بقول تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).
وعندما نعلم أن الإسلام السياسي فتح الباب واسعا للاجتهادات والتأويلات والقراءات التي تخدم هذا الفريق على حساب الآخر، وما أدت إليه هذه الاختلافات من نزاعات دموية بين أبناء الأمة الواحدة ندرك أهمية مثل هذه المرجعية الدينية في لجم جماح التيارات الفكرية التي تبني قناعاتها على تأويلات أحكام الشريعة من باب كلمة حق أريد بها باطل
فنجد منها المغالي الذي يثقل على المسلم أمور دينه، ونجد المتساهل حتى يميع للمسلم أحكام دينه وتضيع بين هذا وذاك الوسطية التي هي فضيلة بين رذيلتين.
إن الرابطة التي تشهد الجزائر ميلادها اليوم تعتبر أول الغيث في توحيد الرؤى الشرعية التي تراعي واقع شعوب المنطقة على ضوء القرآن والسنة النبوية الشريفة، اللذين جاءا لسعادة الإنسان في الدنيا والآخرة وجعله عنصر إعمار لا عنصر دمار.
وتأتي هذه الرابطة بأهدافها السامية لتدعم المجهودات السياسية والاقتصادية التي تبذل لرفع المستوى المعيشي لشعوب المنطقة والتي لا تحتاج فقط إلى الماديات لكي يتحقق لها هذا الازدهار الاقتصادي بل هي كذلك في حاجة إلى الروحيات التي تعطي معنى ساميا لهذه المجهودات الدنيوية تحقيقا للحديث الشريف ”المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا”.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)