الجزائر

أولمبياد..‏



أولمبياد..‏
هل من المقبول عقلا ومنطقا أن ندرج بعض كبار الرياضيين من عدائين ودراجين وغيرهم في خانة الغباء؟ ولم يا ترى يقع البعض منهم في أحابيل أولئك الذين يدسون لهم المنشطات من أطباء وبعض المختبرات والذين يبتغون الكسب السهل؟
لا يكاد يبرز رياضي ويتصدر القائمة عبر العالم إلا وكان هناك من يقف له بالمرصاد، هذه حقيقة تطالعنا بها بعض كبريات الصحف العالمية وبعض البرامج التلفزيونية في مختلف أصقاع الدنيا. ويسقط بعدها من تناول هذا المنشط أو ذاك مثلما سقط العداء الكندي "بن جونسون" وغيره من عمالقة الرياضة في عصرنا الحديث.
قد يكون هناك ميل من بعض الرياضيين إلى تناول هذه المنشطات طمعا في الفوز في هذا المجال أو ذاك، لكنها غباوة من جانبهم، ذلك لأن هناك أيضا من يترصد حركاتهم في حياتهم اليومية وأثناء دخولهم الملاعب أو حين يقطعون المسافات الطويلة وغيرها، وقد يكون للرياضيين عذرهم في هذا الشأن إذا علمنا أن معظمهم يرجون الكسب المريح بدورهم لأنهم في معظمهم لا يحملون إمكانيات علمية تمكنهم من أبواب العيش الكريم في المستقبل، أو هذا هو أرجح الظن.
العداء التشيكي "زاتوبيك" عانى الأمرين من بقايا الشيوعية في بلاده، وكذلك العداء الفرنسي "آلات ميمون" وعدد كبير ممن تصدروا الساحة الرياضية في العالم خلال الأربعينات والخمسينات من القرن المنصرم.
واللوم يقع على بعض المختبرات وعلى حكومات بلدانهم التي لا تحرص على مراقبة تحركاتهم وعلاقاتهم مع مثل تلك المختبرات.
الرياضة تحولت في عصرنا إلى تجارة وإلى ساحة سياسية تتبارى فيها الدول، وكل دولة تريد أن تفوز بأكبر عدد من الميداليات في الألعاب الأولمبية وغيرها من المنافسات الأخرى، لقد رأينا كيف أن شعوبا بأكملها تقاتلت فيما بينها بسبب مقابلة رياضية كروية، وشاهدنا على شاشات التلفزيون العالمية كيف أن بعض الأنصار من هذا الفريق أو ذاك استخدموا السلاح الناري ضد خصومهم، وكيف انتزعت ميداليات وشهادات من بعض الرياضيين الذين وقعوا في مطب المنشطات.
ويبدو أن الأمم المتحدة لم تشغل بالها بهذا الموضوع مع أنه في بالغ الأهمية، فهي لم تستصدر اللوائح في هذا الشأن تنظم العلاقات بين الرياضيين والباحثين البيولوجيين والمختبرات العالمية، ولم تبادر إلى إصدار ما يشبه وثيقة أخلاقية توقع عليها جميع الدول في المقدمة ثم أولئك الذين يمارسون مختلف الرياضات وأصحاب المختبرات الذين يطمعون في الكسب الدنيء مثلما حدث لحد الآن.
إننا لم نقرأ في كتب التاريخ أن اليونانيين الذين ابتدعوا الرياضات الأولمبية أقدموا على استخدام المنشطات مع أنهم كانوا يعرفون خصائص بعض الأعشاب وما تفعله في الجسم الإنساني. والظاهر أنه لو استمر الأمر على نفس الوتيرة ستكون مافيا المنشطات الرياضية أقوى مافيا في العالم خلال الأزمنة القادمة، المنومات والمخدرات وغيرها من السوائل والحبوب الأخرى تعبر الحدود بين الدول، وهناك أباطرة يقومون بذلك، فهل تظل المنشطات الرياضية سلعة رائجة كلما اقترب موعد هذه المنافسة الرياضية أو تلك؟ وهل الألعاب الأولمبية القادمة ستكون مجالا مفتوحا أمام كل من بعض الغشاشين من رياضيين وباحثين وأصحاب مختبرات؟


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)