أُنْشِئت أوقاف أبو مدين شعيب عام 720 ه/ 1320 م من طرف أحد أحفاد ولي تلمسان ودفينها 1197 م، وهي تتمثل في أملاك - سيدي بومدين شعيب بن الحسن الأندلسي المتوفى سنة 594 ه/ 1198 عقارية تقع بفلسطين ينتفع منها حسب نص الوقفية كل المغاربة الذين يقيمون بمدينة القدس الشريف والقادمين إليها من شمال إفريقيا على اختلاف أصنافهم ووضعياتهم. وفي حال غياب هذه الطبقة، يعود
الاستحقاق إلى المغاربة الذين يوجدون بالبقاع المقدسة بمدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وكانت تٌشرف على هذه الأوقاف وغيرها إدارة عامة خلال العهد العثماني، وفي زمن الانتداب البريطاني تم إعادة تنظيم هذه الإدارة بموجب قانون 1921 م الذي أُدخلت عليه تعديلات أخرى في سنتي 1926 م و 1929 م. وما أن خَلَفَ الاحتلال الإسرائيلي الانتداب البريطاني في المنطقة حتى استولى على هذه الأملاك الموقوفة في قرية عين كرم وحرم منها المنتفعين الشرعيين، الأمر الذي أدى إلى رفع الدعاوى
وتوجيه الاحتجاجات وتنظيم التبرعات داخل الجزائر وخاصة في مدينة تلمسان لصالح الجزائريين الموجودين في فلسطين.
وحاولت فرنسا إبان احتلالها للجزائر استغلال هذا الموضوع سياسيا، فدفعت به إلى الواجهة واحتج مُمثلها في مدينة القدس على هذه الإجراءات لدى السلطات الإسرائيلية منذ 1949 م، وحاولت هي الأخرى تقديم المساعدات وإرسال البعثات ولجان التحقيق. غير أن الحركة الوطنية في الجزائر تبنت القضية من جهتها أيضا لقطع الطريق أمام فرنسا، وأثناء الثورة الجزائرية، شن ممثلو جبهة التحرير الوطني في الأردن حملة مضادة ضد الدعاية الفرنسية بخصوص هذا الوقف.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/03/2011
مضاف من طرف : tlemcenislam
صاحب المقال : Dr. Boughoufala Ouddène د. بوغفالة ودان أستاذ محاضر بقسم العلوم الإنسانية جامعة معسكر
المصدر : ملتقى دولي حول الإسلام في بلاد المغرب ودور تلمسان في نشره خلال ' تظاهرة تلمسان 2011 عاصمة الثقافة الإسلامية '