لطالما كانت كلمة الشارع مرادفة لكل أشكال الآفات والرذيلة والأخلاق الساقطة، وهاهو اليوم نفسه هذا الشارع في العالم العربي يتحول إلى قبلة وإلى مساجد تقام فيه صلاة الجمعة، رغم ان صلاة الجمعة والصلوات الخمس حدد الدين إقامتها في المسجد وهو المكان المناسب للعبادة ولم يحدث في التاريخ أن حولت جماعة ما أو طائفة معينة الشارع إلى مسجد تقام فيه صلاة الجمعة، واليوم نكتشف دين جديد يهجر فيه القوم المساجد يوم الجمعة ويقيمونها في الشارع لإعادة الرئيس المخلوع محمد مرسي، أو لنصرة الفريق الأول عبد الفتاح السيسي. في السياسة يصبح الشارع لدى العرب هو اللاعب رقم واحد، رغم انه دوما كان مرادفا للتشرد والضياع والآفات، فكل من كان "صايع أو ضايع"، أو يتعاطى المخدرات ومختلف أنواع المسكرات نسميه إبن الشارع ونحمل الشارع مسؤولية ضياعه، ولكنه هاهو الشارع اليوم يصبح حائطا للمبكى تبكي عنده الجموع رئيسها المخلوع، وتفرح فيه جموع أخرى برحيل هذا الرئيس، ويحتكم إليه الظالم والمظلوم ويستعرضون كل فيه قوته ويستعطف العالم منه، وحين يصبح للشارع كل هذا الشأن فلا تنظروا أن تكون لنا شعوبا بأخلاق الصحابة ورجال يقودون بلدان كما قادها الخلفاء الراشدون، لأن النتيجة في مثل هذا الوضع ستكون شعوبا وأنظمة حكًمت الشارع فتحول الجميع إلى ابناء الشارع، وما أخطر حين تصبح الأوطان أبناء شوارع .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/07/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : المسار العربي
المصدر : www.elmassar-ar.com