أنقذت عبد المالك ڤنايزية عندما استهدفه الإسرائيليون رئيس منظمة قدماء محاربي الشرق الأوسط عمر مڤعاش ل"السلام اليوم"

كنت أقرب واحد للإسرائيليين في الجبهة كنت قائد مجموعة، ثم نظرا لاحتياجات القيادة لخدماتي أصبحت قائد فصيلة مشاة، وهذه الفصيلة كانت أخطر وأقرب نقطة للجيش الإسرائيلي. وكانت هذه الفصيلة تابعة للكتيبة الثالثة التي يقودها كريم بوزيان، وهو بطل من وهران ومجاهد منذ ثورة التحرير، وهو نفسه اعترف ببطولة هذه الفصيلة ومجهوداتها.
كل يوم تقريبا كانت تندلع اشتباكات بيننا وبين القوات الإسرائيلية التي حاولت التقدم ولكنها لم تستطع واضطرت تحت ضرباتنا إلى إخلاء العديد من المواقع وواصلنا مواجهاتنا معها حتى مفاوضات الكيلو 101. وبرغم الاتفاقيات، لم نكن نحن الجزائريين نلتزم بتعليمات وقف إطلاق النار عكس المصريين الذين كانوا يلتزمون بتعليمات القيادة، وواصلنا هجماتنا إلى غاية انسحاب القوات الإسرائيلية، وأذكر هنا واقعة حدثت لي مع أخ مصري كان مسؤولا على منصة إطلاق صواريخ مضادة للدبابات حديثة. لم نكن نتوفر عليها في وحدتنا فطلبت من الأخ المصري استهداف جرافة إسرائيلية كانت تعمل أمامنا على بعد نحو 700 متر تعد حاجزا ترابيا لتفادي ضرباتنا الموجعة، فرفض هذا الملازم القيام بالعملية فقررت أن استولى على منصة إطلاق الصواريخ بتواطؤ من أخ مصري آخر من الصعيد. درّبني هذا الأخير على استعمال المنصة نحو ساعة، ثم استوليت على موقع الملازم المصري وكتفته بتواطؤ المصري الثاني واستعملنا المنصة وضربنا الجرافة ودمرناها، لم نكن نقوى على ترك يهودي يعمل أمامنا دون استهدافه. وإثر هذه العملية وجه لي قائد اللواء الثامن إنذارا شفهيا.
هل كانت القيادة تتفقد موقعكم الأقرب إلى القوات الإسرائيلية؟
في إحدى المرات، حدث أن استهدفنا الإسرائيليون بسلاح ثقيل وكان لدي سلاح “دوزسات” فأردت أن أرد على الاستهداف الإسرائيلي، فمنعني قائد الفصيلة. غضبت إثرها وألقيت سلاحي ولحظتها رآني قائد اللواء الثامن المدرع عبد المالك ڤنايزية، ولم أكن قد شعرت بحضوره، فسألني عن سبب تصرفي فأجبته: “حضرات، سامحني، كل صباح نظفها والمساء نظفها باش نستعملها، وإذا كان نديرها للعرض يديها علي هاذ السيد”. فتوجه إلى قائد الفصيلة وقال له: “من اليوم دعه يتصرف في سلاحه كما يشاء”.
والغريب أن الإسرائيليين كانوا يستهدفون موقعنا في كل مرة يتفقد فيها قائد اللواء الثامن المدرع عبد المالك ڤنايزية، موقعنا كأن أحدا كان يزودهم بالمعلومات. وفي إحدى هذه الزيارات التفقدية للموقع الأقرب للقوات الإسرائيلية، وكان برفقته قائد الفرقة أضف إلى Facebook del.icio.us Digg StumbleUpon Twitter