الجزائر

أنظمة “خلفان” و”ثورة” الفلول العربية



أنظمة “خلفان” و”ثورة” الفلول العربية
لم يكن حصار غزة ومحاولة الإطاحة بشرعية حركة حماس إلا بداية حقيقية للثورات المضادة التي تقودها الأنظمة العربية التي تعتبر جزءا من الفلول الغربية في المنطقة العربية.
العرب حاصروا غزة باسم الحد من امتداد حماس فجوّعوا شعبها، وقوّضوا كل ما حققه الشعب الفلسطيني من وحدة في الصف والهدف على الرغم من اختلاف الانتماء والأيديولوجيات، فأضرموا النار في البيت الفلسطيني بين فتح وحماس.
أنظمة النفط البائس في عالمنا العربي ساندت بقوة حرب إسرائيل على لبنان لضرب المقاومة في فلسطين وفي الجنوب اللبناني، ثم صمتت عندما نفذّت إسرائيل مجزرة بشعة بحق الشعب الفلسطيني في غزة خلال عدوان 27 ديسمبر 2008 وامتدت إلى غاية 18 جانفي 2009 باسم عملية الرصاص المصبوب.
في تلك الحرب ساندت أنظمة “خلفان” وهو رئيس شرطة دبي الذي لا يتردد في إطلاق الاتهامات جزافا على كل ما يرمز للتحرر من سيطرة الأنظمة الديكتاتورية، قلت في تلك الحرب ساندت أنظمة “خلفان” بشكل واضح الحملة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين من منطلق حسابات لها ما لها في المنطقة التي كانت ولاتزال تعيش سباقا بين معسكر الممانعة والولاء والتطبيع.
وبعد ثلاث سنوات من تلك الحرب الشرسة عسكريا وإعلاميا على قطاع غزة، كنا شاهدنا كيف قاطع “أوردوغان” كلمة الرئيس الإسرائيلي في منتدى دافوس احتجاجا على العنصرية الصهيونية، بينما وقف الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى واجما يحاول ثناء هذا العثماني عن صلابة موقفه ضد الرئيس الإسرائيلي.
هو نفسه عمرو موسى الواقف اليوم في حملة الفلول العربية التي تقودها أنظمة خلفان الضاحك من الإخوان الذين يحاربون ألف جبهة وجبهة من الداخل والخارج بارك تدمير العراق تحت غطاء تجريده من الأسلحة النووية، مثلما بارك سياسة اختراق ليبيا من الداخل باسم تجريد القذافي من أسلحة الدمار الشامل ولحسن الحظ انتهت عهدته قبل أن يبارك تدمير إيران تحت المبررات نفسها.
صحيح أن ما يجري في مصر هو جزء من مسؤولية الإخوان الذين حاولوا الاستفراد بالكثير من القرارات، وصحيح أنهم استقووا بالنتائج التي حقّقوها، لكنها نتائج كانت بفعل مساندة الكثير من القوى الثورية التي تقف اليوم في الرصيف مناوئة لقرار مرسي، وهذا ما أدى بالبعض إلى الاستقواء بالخارج ضد الإخوان، الذين لم يستثمروا في الالتفاف الذي حققوه في الرئاسيات الماضية، وبعكس ذلك استثمرت أنظمة خلفان كثيرا في أخطاء الإخوان فجنّدت من جنّدت ضد الثورة ولصالح ثورة مضادة.
في تونس وعشية سقوط نظام زين العابدين بن علي لم تجد الإدارة الأمريكية والدول الغربية سوى مواكبة رياح التغيير التي فرضها الشعب والأمر نفسه عشية سقوط نظام حسني مبارك أو لنقل مبارك فقط، لأن نظامه لايزال حيا يرزق، ثم بعد ذلك نظام القذافي، كل هذا كان تحت قوة الشارع والثورة الجارفة، وبعد أشهر فقط بدأت القوى الغربية تراجع حساباتها فهي تعرف أن الحرية في البلاد العربية هي أخطر ما يهدد مصالحها ومصالح إسرائيل، لذلك زادت حدة وشراسة الهجوم على الثورات وعلى الأنظمة التي أعقبت سقوط الديكتاتوريات، وهي المهمة التي تتولى بعض أنظمة الخليج العربي تنفيذها في مصر بواسطة بيادقها الذين فشلوا في كسب سباق الرئاسيات في مصر، فهؤلاء فشلوا في خوض رئاسيات شفافة ولم يحققوا أي نتيجة تؤهّلهم لأن يكونوا زعماء وقادة شارع سياسي.
وهكذا تحوّلت ميادين التحرير إلى مناطق نفوذ للتراجع والثورة المضادة، بفعل الاختراق الذي حصل في صفوف الثوار سياسيا في دول “الربيع العربي” بفعل تدفق المال العربي لدعم موجة رد الفعل التي سبق أن أطاحت بأنظمة ديكتاتورية عاشت لعقود بالظلم والاستبداد.
ولا يبدو أن المعركة ستنتهي اليوم بعدما تحولت مصر إلى فصيلين أشبه بما في لبنان مثلا، وهو ما قد يحدث في تونس وفي بلدان عربية أخرى برعاية المال العربي والأجهزة الغربية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)