مع كثرة المناسبات التي تحتفل بها العائلات وتنوعها، والتي تتطلب في كثير من الأحيان أموالا معتبرة، وجد العديد من المواطنين الحل للموازنة في مصروفاتهم بأن يجمعوا بين أكثر من مناسبة في وقت واحد. وبما أن عيد الأضحى يستوجب الإنفاق لشراء الأضحية، فقد أصبح فرصة للاحتفال بمناسباتهم الخاصة بغرض الاستفادة أكثر من هذه الذبيحة.
يعتبر عيد الأضحى من أهم المناسبات الدينية التي ينتظر الكل حلولها لتطبيق سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم عن طريق ذبح الأضحية، فيما تنتظر بعض العائلات الجزائرية هذا الموسم على أحر من الجمر للاحتفال بمناسبات أخرى بغرض التوفير بالدرجة الأولى. هذا التوفير في مصاريف شراء أكثر من ذبيحة واحدة لمناسبات مختلفة، غير أن الملاحظ هو أن العاملين بهذه الطريقة أكثرهم من الفقراء أو ذوي الدخل البسيط الذين لا يمكنهم شراء الخرفان في كل مناسبة يحتفلون بها، خاصة مع التزايد المستمر الذي تعرفه أسعار الماشية في السنوات الأخيرة، لذا يقوم هؤلاء بتحديد مواعيد أفراحهم تزامنا مع أيام العيد للاستفادة من لحم الخروف، وفي أحيان أخرى يؤخر بعض الآباء إقامة العقيقة لأبنائهم للاحتفال بها تزامنا مع عيد الأضحى، وذلك بعقد نيتين: الأولى عقيقة المولود الجديد، والثانية أضحية العيد..
خروف الزفاف لا يكفي..
يفضل كثير من شبان هذه الأيام تحديد موعد زفافهم تزامنا مع عيد الأضحى للاستفادة من لحم الخروف في إطعام المدعوين إلى حفلة الزفاف، وكثيرا ما نجد هذا التفكير خاصة عند أهل الزوج الذين يبررون ذلك بكثرة ضيوفهم وعدم قدرتهم ماديا على شراء أكثر من خروف، على غرار سمير، المتزوج في بحر الأسبوع الماضي، فقد برر تزامن تاريخ زفافه مع عيد الأضحى قائلا:”إن اختيار تاريخ الزفاف مباشرة بعد عيد الأضحى بأيام لم يأت صدفة، بل كان مخططا له ليتسنى له الاستفادة من لحم الخروف في إطعام مدعويه، خاصة أن عدد هؤلاء كبير جدا وكبش الزفاف وحده لا يكفي!!”. كما أكدت أم سمير أنها كانت وراء فكرة تاريخ الزفاف، لأنها تدرك أن ابنها غير قادر على شراء أكثر من خروف لمأدبة الزفاف، لذا فقد ارتأت أن تضرب عصفورين بحجر واحد!.
فرصة للاحتفال بالعقيقة
يختار بعض الأولياء ممن لا يسعفهم دخلهم الشهري شراء أكثر من شاة أن يجمعوا بين نية الأضحية والعقيقة في ذبيحة واحدة، آملين بذلك تحصيل الأجرين بنية واحدة. وبالرغم من إفتاء بعض الفقهاء بجواز جمع نية العقيقة وأضحية العيد في ذبيحة واحدة للفقير خاصة، مستندين على قوله الرسول صلى الله عليه و سلم:”إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى“، إلا أن العديد منهم يرى أن لكل مقام مقال. كما يرفض أغلب علماء الشريعة الإسلامية تداخل العقيقة بأضحية العيد، وهذا ما أكدته الأستاذة حسيبة مقدم، التي ترى أن العقيقة والأضحية كلاهما سنة منفصلة عن الأخرى لا تعوض إحداهما الأخرى، لذا ينبغي على المسلم أن يفصل بينهما”. كما مثلت الأستاذة حسيبة جمع العقيقة والأضحية في نية واحدة وبذبيحة واحدة، كصلاة الصبح وصلاة العيد،التي لا يجوز صلاتهما بنية واحدة بالرغم من تقاربهما في الوقت واشتمالهما على نفس عدد الركعات.
كما أكدت أن الإسلام دين يسر ولا يلزم الغير مقتدر ماديا بأداء العقيقة، معتبرة أن من أكبر دلائل يسر الإسلام في هذا الجانب أنه منح الرخصة للولد أن يذبح عن نفسه إذا كان قادرا ويعفي أباه من ذلك.
إيمان مقدم
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 15/11/2011
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com