الجزائر

أنت فين والشعب فين!!؟



أنت فين والشعب فين!!؟
المتتبع للحملة الإنتخابية الجارية وقائعها هذه الأيام والمتمعن في خطابات منشطيها من رؤساء الأحزاب والأكشاك السياسية يخرج بجملة من الملاحظات أهمها أن بعض التشكيلات السياسية قد تعجلت بتورطها في هذه الإنتخابات وكان عليها التريث إلى أن تهيكل نفسها جيدا على مستوى البلديات والولايات حتى تقود حملة انتخابية في المستوى فعملية (البريكولاج) وما يسمى بالحملام الجوارية أو القاعات الفارغة زادت في تحجيم وتقزيم هذه الأحزاب وغدت محل تنكيت وتندر في ولايات عدة وكان حريا بها عدم التعجل وانتظار الإستحقاقات القادمة لأن مثل هذه المغامرة قد تؤدي مفعولا عكسيا وقد تضر هذه الأحزاب ولن ترى النور بعد ذلك أبدا... أما الملاحظة الثانية فتتمثل في وجود قادة أحزاب يحملون أفكارا جيدة ومشاريع واعدة لكنهم لا يستطيعون إيصال خطابهم للملتقى لعدم تمكنهم من فن الخطابة ولضعف أدائهم اللغوي وعدم امتلاكهم لملكة الحديث لكنهم لا يدركون ذلك أو لا يريدون الإعتراف بهذا النقص والعجز في شخصيتهم وقد كان من باب أولى وأحرى أن يقدموا واحدا من بين المنتسبين لحزبهم من أجل تعويضهم في مثل هذه المهرجانات الإنتخابية لأن القانون لا يفرض على زعيم الحزب تنشيطها دون غيره، لأننا رأينا كيف أن فن الخطابة تأثيرا كبيرا لدى الجماهير وعاملا في تعبئتها. أما الملاحظة الثالثة والأخيرة فهي أن بعض رؤساء الأحزاب من منشطي الحملة الإنتخابية مازالوا مع الأسف يجهلون طبعية الشعب الجزائري ومازالوا لم يهضموا بعد أنه أوعى من أن تنطلي عليه الحيل والخدع وأكبر من أن يصدق بسهولة الأحلام الوردية التي يحاولون إغراءه بها، نعتقد أن هؤلاء كانوا في سبات أو غيبوبة ففاتهم أن الشعب الجزائري نضج سياسيا ولم يعد من السهل اللعب بمشاعره وعواطفه وأنه حتى وإن كان ينشد حياة أفضل وأجمل إلا أنه واقعي جدا... ولا يؤمن إلا بالملموس...




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)