الجزائر - A la une

''أنا منسحب من الحركة الرياضية بسبب تعفّن المحيط'' رئيس شباب باتنة فريد نزار في حوار ل ''الخبر''



''أنا منسحب من الحركة الرياضية بسبب تعفّن المحيط'' رئيس شباب باتنة فريد نزار في حوار ل ''الخبر''

لا زال رئيس شباب باتنة، فريد نزار، مصرا على ربح المعركة الإدارية التي رفعها ضد مسيري شبيبة الساورة، رغم تأكد سقوط فريقه إلى الرابطة المحترفة الثانية، كاشفا في هذا الحوار ل ''الخبر'' عن العديد من الأسباب التي وقفت وراء سقوط ''الكاب''، وكذا القرار الذي خرج به بعد ست سنوات من رئاسة الفريق. كما نفى نزار، في هذا الحوار، تلقيه استدعاء من الرابطة المحترفة للمثول أمام لجنة الانضباط.
بداية، السيد فريد نزار، ماذا يحصل في بيت شباب باتنة؟
ما يحدث لشباب باتنة هذا الموسم هو تحصيل حاصل، فريق أنهكته المشاكل الداخلية، تغييرات على رأس العارضة الفنية بلغت حدود الأربعة مدربين طيلة الموسم، تحضيرات لم تكن في المستوى، لاعبون الكثير منهم أقدامهم في السماء، وتفكيرهم في المستحقات لا غير.
لكن، ألا تتحمّلون المسؤولية في كل ما حدث؟
أتحمّل المسؤولية كاملة فيما آل إليه الفريق من سقوطه للقسم الثاني، ولست من الذين يتهربون من المواجهة، لكن أقول إن أطرافا كثيرة ساهمت في الوضع الحالي، ومنها الأنصار وبعض المسيرين المقربين، وحتى اللاعبين، لأن هزيمة سطيف التي أبعدت بوعراطة، لم تكن بريئة على الإطلاق.
الجميع لمس منكم رغبة كبيرة في الرحيل، لتتراجعوا فيما بعد، فما هي أسباب هذا التراجع؟
في الحقيقة، بعد ستة مواسم على رأس النادي، قررت الابتعاد وترك الفرصة لمن هم أجدر مني. لكن كل هذا كان لابد له من مراحل. الذي حدث، أن سلطة القرار أصبحت بين أيدي عضوين أو ثلاثة، وهو ما أدخل الشك لنفوس اللاعبين، لأن هؤلاء الذين وقّعوا معي وجدوا أنفسهم يأخذون القليل مقارنة بمن وقّع مع غيري، فكانت التكتلات وبداية المشاكل. وبعد أن لمست رغبة من الجميع في رحيلي لفسح المجال أمام من كانوا يدّعون جلب الملايير للاستثمار في الفريق، قررت الإستقالة ونفذت ما طلبوه مني بالحرف الواحد، لكن...
لكن ماذا حدث بالضبط؟
بعد شهرين من انسحابي، لم يأت ''المهدي المنتظر'' الذي هلّل له الأنصار كثيرا، وتغنّوا بشتمي وعائلتي لأجله والفريق دخل مرحلة الفراغ الإداري، فكان لابد من التدخّل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في الفريق، لكن النتيجة أمامكم.
والنتيجة سقوط مدوي للرابطة الثانية..
سقوطنا كان في مرحلة الذهاب، ولكن شجاعة المدرب علي فرفاني والطاقم المساعد له جعلتنا نعيد بعث آمال البقاء التي تبخرت مرة أخرى في لقاء بلوزداد الذي خسرناه بسذاجة كبيرة، وهو الذي أفقد اللاعبين معنوياتهم. وبالمناسبة، تحية تقدير للطاقم الفني الذي قبل المهمة الانتحارية، وليست التدريبية، ولم يرفض العرض رغم المرتبة التي كان عليها الفريق. بالمقابل، أقول إن هناك من اللاعبين من لم يكونوا في مستوى الثقة التي وضعناها فيهم، لأننا سهرنا من أجل أن نوفّر لهم كل ظروف النجاح، لكن ''الله غالب''.
والخسارة أمام شباب قسنطينة، كيف تعلّق عليها؟
الخسارة أمام شباب قسنطينة هي تحصيل حاصل، لأن اللاعبين تأثّروا بما كانت تأتيهم من أخبار عن نتيجة لقاء الساورة مولودية وهران. ورغم هذا، أقول إننا حافظنا على أخلاقيات اللعبة ولم نستعمل ''البودي غارد'' ولا حراس الملاهي لترهيب منافسنا للفوز بالنقاط الثلاث، ولعبنا الكرة التي ابتسمت للزوار. وهنا لابد من وقفة، وهي أن الرابطة كان عليها أن تفتح تحقيقا في قضية تأخير هذا اللقاء، رغم علمها بالقوانين التي تنص عليها مثل هذه الوضعيات، لأن الحديث عن الوصول المتأخر للحكم وتأخر الاحترازات، لا معنى لها في بطولة احترافية.
قضية الساورة أسالت الكثير من الحبر، ومع ذلك مازالت نتائجها لم تعرف؟
إسألوا الرابطة وهي تجيبكم عن هذا التأخر، لأن ما يحير فعلا في قضية شبيبة الساورة، أن الرابطة الوطنية لكرة القدم استلمت الملف منذ قرابة الثمانية أشهر (الرابطة أكدت في ال24 أكتوبر 2012) أنها تلقت ملفا كاملا من إدارة شباب باتنة بخصوص القضية، وعيّنت لجنة تحقيق لذلك لتقصي الحقائق ومتابعة القضية، والتي استمعت إلي فقط دون باقي الأطراف، لتبقى بذلك الرابطة مصرّة على التزام الصمت حيال القضية. بالمقابل، محكمة عين مليلة حددت تاريخ ال21 ماي الحالي للفصل في القضية، وتم توجيه الاستدعاءات لكل من زرواطي محمد رئيس شبيبة الساورة، وبن عيسى المناجير المعتمد من الفاف، وبركة رؤوف الوسيط في القضية، للمثول أمامها، وهذا في حد ذاته انتصار لقضيتنا، لأن مجرد تكييف القضية يعد مكسبا.
وما صحة الحديث الذي يدور عن وجود أسماء ثقيلة سيتم استدعاؤها للمحاكمة؟
ليتأكد الجميع أن تاريخ ال21 ماي الجاري سيكون مهما في رسم الخارطة الكروية الجزائرية الجديدة، لأن أسماء كبيرة سيشملها ال3حقيق، وهناك أسماء سيُصدم الشارع الرياضي لمجرد ذكرها، ليتأكد الجميع من حجم الفساد الموجود في كرتنا .
ألا تتخوّفون من انعكاسات القضية على شخصكم، ومن ورائه فريقكم في حال ثبوت العكس؟
سأكون معك صريحا، نحن في شباب باتنة كانت لدينا الشجاعة لتفجير هذه القضية، وستكون لنا الشجاعة أيضا لتقبّل كل ما ستصدره المحكمة، لأن ثقتنا كبيرة في العدالة الجزائرية. والأكثر من هذا، مما نخاف؟ فريق شباب باتنة سقط للقسم الثاني وأنا قررت الانسحاب رسميا من الحركة الرياضية وبدون رجعة وطواعية. لكن قبل هذا، أقول إن الرابطة الوطنية لكرة القدم ستكون أمام مسؤولية تاريخية، وعليها أن تطبق القانون بحذافيره والمادتان 122 و80 لم نقم نحن بصياغتهما، بل هم من قاموا بذلك من قبل.
يقال إن قضية الساورة خدمتكم إعلاميا، فما هو ردك؟
قضية الساورة لم تخدم نزار بقدر ما خدمت الفريق، الذي أصبح الكل يخاف الاقتراب منه، لأن المتربصين أدركوا حجم من يقف وراء الفريق. ولا أفاجئك إذا قلت إن القضية ستأخذ بعد ال21 ماي بعدا آخر، لأننا حضّرنا أنفسنا لكل السيناريوهات الممكنة، وقضية الشباب والساورة لابد أن يفصل فيها إما لنا أو ضدنا، ودون هذا، لن نسكت على القضية.
قررتم الإنسحاب من الحركة الرياضية، فما هي الأسباب وراء هذا القرار؟
بعد ال21 ماي الحالي، تزامنا والجولة الأخيرة من عمر البطولة، سأنسحب من الحركة الرياضية ومن تسيير فريق شباب باتنة عن طواعية، لأني لمست مدى تعفّن المحيط وضرورة منح الفرصة لوجوه جديدة قادرة على منح الإضافة للفريق .
لكن ما يلاحظ على رؤساء الشباب، أنهم خرجوا تقريبا بنفس الطريقة، فما هو تقديرك؟
بدأوها بالرئيس بوعبد الله رشيد الذي يبقى رمزا من رموز النادي، ثم فرحي كمال، فزغينة، واليوم جاء الدور علي. هذه سُنّة الحياة، عندما تترأس فريقا لا تجد من محيطه إلا الجحود والنكران وقلة النظر. والصراحة، محيط الشباب أصبح متعفنا ولا يشجع على العمل، وحتى أسرار النادي صارت تباع على العلن لمن يشتريها من طالبي الفتن...




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)