الجزائر

أنا مع دولة راشد الغنوشي شريطة ألا يرفع شعار‮ "‬صوت المرأة عورة‮"‬



القائمة السوداء تنطبق فقط على أشباه الفنانين الذين خلقهم نظام بن عليأؤيد‮ فرض ‮"‬الرقابة‮"‬ على الساحة الفنية لأنني أغني بصوتي لا بجسدي
قالت الفنانة التونسية درة بشير إنها لا تعارض فكرة فوز التيار السلفي في الانتخابات الرئاسية القادمة، مؤكدة أنها ليست متخوّفة من الرقابة التي قد يتم فرضها على المجال الفني قائلة: "أنا مع دولة راشد الغنوشي شريطة ألا يرفع شعار »صوت المرأة عورة«، وسأكون سعيدة في حال ما‮ إذا‮ عمل الرئيس القادم على تطهير الوسط الفني لأنني إغني بصوتي لا بجسدي‮"‬.‬‮
* هذه زيارتك الأولى إلى الجزائر؟
* هذا صحيح أنا في الجزائر لأول مرة.‬
*
* وما هو انطباعك عن الجزائر في زيارتك الأولى لها؟
* وصلت منذ يومين واكتشفت منذ الوهلة الأولى جمال هذا البلد وكرم شعبه، من خلال حفاوة الاستقبال التي حظيت بها من طرف القائمين على مرصد الفنان بأكاديمية المجتمع المدني، على رأسهم الدكتور أحمد شنة والفنان حكيم دكار، وكل الناس الذين التقيتهم وقابلوني بصدر رحب، ولهذا فأنا أفكر في أداء أغنية عن هذا البلد الرائع.‬
*
* كيف كانت انطلاقتك الفنية؟
* كانت ككل فنانة، استقيت موهبتي من الأسرة ثم صقلتها في المدرسة والمعهد بالإضافة إلى مشاركاتي في المهرجانات الجهوية في تونس بالإضافة إلى إقامتي لمدة أربعة سنوات في القاهرة والإمارات، حيث تمكنت في تلك الفترة من تكوين علاقات وطيدة بأهم الملحنين والشعراء في الوطن العربي، وأذكر أنني سجلت حينها أغنية ‮"‬توبة‮"‬ من كلمات الشاعر هيثم سدين‮ وتوزيع مدحت خميس وقمت بتسجيلها في ستوديو عمار الشريعي.‬
*
* قلت إنك أقمت في الإمارات ومصر، لماذا لم تستمر إقامتك هناك، خاصة وأن العديد من الفنانات المغربيات اتخذن من مصر انطلاقة لهن؟
* مصر "أم الدنيا صح"، وهي بلد الفنون وكان لي تجارب مع عمالقة الفن هناك وعلى رأسهم الفنان صلاح الشرنوبي والأستاذ يوسف لمهنى، والأستاذ فاروق الشرنوبي، ولكن الوسط الفني في مصر في السنوات الأخيرة أصبح جد متعبا، فمن السهل جدا أن ينجز أي فنان كليبات بعد أن ينساق مع موجة "أغنية السندويتش"، غير أنني رفضت ذلك، ورفضت عقود الاحتكار، وفضلت بعد أن أدركت خطورة ذلك، أن أخوض تجربتي بمفردي، ولأنني أردت أن تكون انطلاقتي أكثر منطقية لأن نجاح الفنان يبدأ من بلده في نظري.
*
* على ذكرك لصعوبة الوسط الفني، يقال إن شرين وجدي كانت السبب في‮ اتخاذك قرار مغادرة مصر، هل هذا صحيح؟
* لالا، لم ينشب أي خلاف بيننا وسبق أن التقيتها، وكل ما في الحكاية أن أغنية "توبة" التي لحّنها ياسر نور خصيصا لشرين إلا أنها لم تغنها وبحكم القرابة الموجودة بيني وبين الملحن، منحني إياها، والأمر لم يشكل أي سوء تفاهم بيننا.
*
* كيف هي تونس بعد أحداث الثورة التي عاشتها، وهل تلمستي كمواطنة الفرق بين العيش تحت رحمة بن علي والتغيّرات التي تعيشها تونس في الوقت الحالي؟
* تونس تمر بمرحلة مهمة وصعبة، خاصة بعد الانتخابات التاريخية التي شهدتها لأول مرة في تاريخها وتشكيل حكومة، وأتمنى لبلدي الرقي والازدهار، أما فيما يتعلق بالفرق بين تونس قبل الثورة وتونس في الوقت الحالي، فيكمن في الحرية التي أصبحنا نعيشها وبعد أن أصبح "التونسي" لا يجرأ على قول كلمة ‮"‬لا‮"‬ أصبح يعبر عن مواقفه وآراءه بكل حرية.‬
*
* كفنانة ألست خائفة من تولي التيار السلفي للحكم مستقبلا وفرض رقابة خاصة على الوسط الفني؟
* بالعكس "سأكون سعيدة"، وغير ذلك فالأمر لا يزعجني وسأكون سعيدة لو فرضت هذه الرقابة لأنني أغني بصوتي وليس بجسدي -مع احترامي لجميع الفنانات- ولهذا فهذه الرقابة لن تزعجني، والمهم أن لا يضعوا شعار "صوت المرأة عورة".
*
* خلال ثورة الياسمين تم إدراج العديد من الفنانين في القائمة السوداء، هل كنت من بين الفنانين الذين حاولوا الدفاع عن نظام بن علي؟
* أنا لم أكن في صف النظام ولم أمجده، ولهذا لم يكن اسمي ضمن القائمة.‬
*
* قبل سقوط النظام كانت ليلى الطرابلسي هي التي تشرف على هذه المهرجانات، هل سبق وأن شاركت فيها؟
* الحمد لله ... أفتخر كوني لم أكن من بين الفنانين الذين كانوا ضمن حاشية النظام وغنوا لزين العابدين، ورغم أنني تلقيت العديد من العروض، إلا أنني رفضتها وتحاشيتها لسبب واحد، وهو أنني أحسست أنها ليست مبنية على أسس صحيحة، والفنان هو في حد ذاته سلطة عندما يكون فنانا حقيقيا، ولهذا لا يجب أن يرضخ لطلبات أي شخص، حتى وإن كان الرئيس، وأعتقد أن من غنوا لابن علي فعلوا ذلك‮ من أجل تبييض صورتهم، ولم أكن بحاجة لذلك، وحتى وإن فعلت ذلك فسأفعله عن قناعة.‬
* ‮
* يوجد العديد من الفنانين الكبار الذين حاولوا أن يكونوا درعا للنظام خلال الثورة التي شهدتها تونس، وعلى رأسهم الفنان الكبير لطفي بوشناق ما رأيك في الأمر؟
* أعتقد أن لطفي بوشناق قيمة فنية كبيرة لا تندثر، والقائمة السوداء تنطبق على أشباه الفنانين الذين خلقهم النظام فقط.‬


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)