أنا مريض...

أحس حماري بوعكة خفيفة وانتفخ بطنه كثيرا بسبب الغازات فبقي في وضع محرج جدا ولم يستطع حتى الحركة.
قلت له ساخرا...لم تختر التوقيت المناسب للمرض يا حماري، الاضراب متواصل وأنت تريد أن تموت؟
قال ...وهل أتحكم في نفسي وأقرر متى أمرض؟
قلت...يجب أن يكيف المواطن وضعه على وضع البلد، أليس كذلك؟
قال متوجعا...أنا كنت أظن العكس والبلد هي التي تكيف نفسها على وضعية المواطن
قلت...ذلك في بلدان الخير التي تعرف قيمة شعبها أما نحن فمجرد غاشي لا يعبأ بنا أحد
قال ...مسألة صعبة جدا أن تكون السلطة في اتجاه والشعب في اتجاه آخر
قلت...وحلك كيف سيكون؟
قال...الصبر لله فقط هذا كل ما يمكن فعله
قلت...وهل الصبر يداوي الألم؟
قال ساخرا..الصبر يداوي كل شيء يا عزيزي وحتى الوجوه التي تراها تحكم أمامك لا يمكن أن تتجاوزها إلا بالصبر
قلت...أرى أن المرض أرجعك حكيما
قال...الصبر صبران صبر على ما تكره وصبر على ما تحب
قلت...والعبرة من ذلك؟
قال...هؤلاء الذين عصوا وزير الصحة وقرروا أن يطالبوا بحقوقهم المهضومة التي يهضمها شكيب خليل والخليفة عبد المومن وغيرهما من السراق، عندهم ألف حق لأن صبرهم على ما كرهوا نفد
قلت...وحقوقنا أيضا هضمت ونحن صامتون
قال ناهقا...سيأتي اليوم الذي تفهم فيه السلطة أن اللعبة انتهت وعليها أن تعيد للشعب حقه ولكن متى وكيف الله أعلم.