أم الدروع هو مكان نشأتي
********
أم الدروع شرفة هادئة من الدنيا من غلالها الجمال والتاريخ ، أم الدروع رأس يهدي وقلب يحب ، وهي غرسة نغرسها في قلوب الفتيان من أبنائنا . ونقول لهم : كانت قبلة العلماء من مشارق الأرض ومغاربها ،
لكن نام أبناءها زمنا طويلا فتجمد الدم في عروقهم وغابت أخيلة الأحلام من أمام أعينهم ، وإنطفا اللهب الذي يشعل الآفاق أمام العاملين من أصحاب الرسائل ،
كنا والزمان فرسي رهان لكننا توقفنا والزمان لم يقف ، وطال ذالك الوقوف فتكدست الأجيال على عتباته ، وإتسعت بين الزمان وبيننا مسافة الخلف .
قرن من الجمود العقلي في أمة خليقة بالتجدد... والأمم تأنف من أن تشعر بالجمود يدب في مفاصلها في برهة من الدهر فكيف بتتابع من الجيال غير قليل .
حاول المخلصون على فترات إحياء موروث المنطقة لكن محاولاتهم كانت صرخة بواد أو نفخة برماد ، كتبوا تحت عناوين مختلفة ـ أم الدروع النهضة والسقوط ـ و ـ أم الدروع تراث يتوسل الرعاية ـ و...و...ونكتب اليوم تحت هذا العنوان ـ أم الدروع بين ذكريات الماضي وآمال المستقبل ـ ونسعى لتحقيق هذه الأمنيات وستتحقق بعز عزيز أو بذل ذليل ولسنا منطلقين من فراغ فأبناء المنطقة قادرون على صناعة المعجزات ومن خلفهم العشرات من خريجي الجامعات في كل الإختصاصات ، وعشرات الدكاترة والأساتذة ، والمنطقة ثرية بتاريخها وأمجادها ومخطوطاتها وتحفها الفنية والأثرية .
نحن بحاجة الى بعث جديد ينتزعنا من سباتنا العميق ويقذف بنا الى مرابع النور ، حيث يجول الفكر وينموالعقل وتنشا القيم الروحية .
فهل لنا أن نشعر بثقل العبئ على عاتقنا ونعلم أننا شعب له ماضيه وله غده ، وبأن هذا الشعب لن يظل يتارجح بين مفاخر الأمس وأمنيات المستقبل ، لقد تعبنا من بهرج الكلام الذي يتاجر به الكثيرون من أصحاب النزعات والأغراض ،
يستحي ابناء ام الدروع اليوم أمام ضيف قادم يسأله عن أمجاد المنطقة ويجيبه على إستحياء ياصديقي صدقني لامتحف لامكتبة فيها كتب قيمة لاقاعة للمحاضرات لا نادي لاندوات لا .. لا..حتى الدار التي بنتها الدولة للثقافة لم تعد تخدم المثقفين بل هي لأناس اخرين ...
نريد الإرتفاع الى الأوج الخليق بهذه المنطقة التي زحزحت الليل عن عيون الأرض وهي لا تزال في طفولتها الأولى .
ماذا نقول للأجيال القادمة ، وأي لعنات تنتظرنا إذا لم نكن لهم عدة صالحة تفتح أمام خوالج نفوسهم الآفاق الرحبة ، فلا نعد للمستقبل جيلا سقيم التفكير فالهزال العقلي أسوا عاقبة من الهزال الجسدي ، لو نعلم .
حين تنحصر مسؤولية المسؤول في ترميم الطرقات ، وتصليح قنوات صرف المياه ، أو إيجاد عمل لهذا أو قضا ء حوائج ذاك ، ولا تأتي الثقافة إلا في المرتبة العاشرة بعد المائة الخامسه فلننتظر قرنا آخر من الركود .كلنا مسؤولون عن هذا السقوط ، من أغلق دار ثقافتها مسؤول ، ومن عبث بآلاف الكتب بها مسؤول ، ومن كتم علما ولم يسلمه للأجيال مسؤول
ومن وصل إلى مراكز صنع القرار فلم يأتها بحقها مسؤول .
في خدمة الثقافة في كل مرة هددت بالإنحدار ، لن يحمل هذا العبئ فرد
ولن تقدر عليه أسرة ، بل لابد من تكاتف كل المخلصين في المنطقة
اللذين لا تنحني لهم جبهة أمام عقال ولا يلين لهم زند أمام قيد .والسلام
عليكم .
بقلم : هواري قدور
تاريخ الإضافة : 24/06/2015
مضاف من طرف : chelifien
صاحب المقال : هواري قدور
المصدر : لم الدروع