الجزائر

أموال الحج



يتوقع أن تجني العربية السعودية أكثـر من 9 ملايير دولار من موسم الحج لهذه السنة. وهو رقم يشكل ميزانية كاملة للعديد من الدول العربية والإسلامية. ونحن هنا لا نقول بما كانت تردده إيران، مطالبة بحق الشعوب الإسلامية في هذه الإيرادات، لأن أموال الحج تجارة، تقدم مقابلها حكومة العربية السعودية خدمات للحجيج، مثلما تفعل الدول السياحية الأخرى في العالم، دون أن يطلب منها أحد دفع ضريبة عن أرباحها. لكن ما نتمناه، فعلا، أن يصرف جزء يسير من هذه الأموال في مشاريع مكافحة الفقر والأمراض، وتوفير الغذاء في الصومال وبنغلاديش والتشاد والنيجر، وغيرها من شعوب العالم المسلمة وغير المسلمة، التي لا تجد اللقمة، وتقتلها الأوبئة والأمراض الفتاكة، كل دقيقة. معلوم أن حكومة العربية السعودية تنفق المليارات على خدمة الحجيج ورعايتهم، وتوفير الأمن والراحة لهم، لكن المليارات تنفق أيضا في توزيع المطبوعات الدعائية، وفتاوى تحريم صوت المرأة، وخروجها من البيت، وقيادتها السيارة، وعلى توزيع ونشر كتب الرقية والتصدي للسحرة، وغيرها من الآراء، التي عفا عنها الزمن، ولم تعد تقنع حتى.. أطفال المدارس. فعندما نرى رجلا واحدا مثل بيل غيتس، مثلا، يدفع 120 مليون دولار لدعم الزراعة في الهند وإفريقيا، وينفق أكثر منها أضعافا مضاعفة، لمكافحة الأمراض المعدية في الدول النامية، ودعم البحوث في الأمراض النادرة، نتساءل ببراءة تامة عن أموال المسلمين أين تنفق. فإنقاذ ملايين المسلمين في التشاد والنيجر والصومال من الجوع والأوبئة القاتلة، أولى من نشر الفتاوى الغريبة بينهم، لأنها لا تفيدهم، وهم صرعى الملاريا والتيفوئيد وفقر الدم، والكساح والشلل. فالجائع يحتاج إلى حفنة أرز، وماء نظيف، وليس إلى مطويات وقصاصات ورق، عليها كثير من الهذر والسفسطة. لسنا أوصياء على حكومة العربية السعودية، وليس من حقنا إسداء الرأي لها، في سبل وكيفية إنفاق الأموال، التي تجنيها من موسم الحج، وإنما هي الغيرة على الإسلام والمسلمين، جميع المسلمين، في العالم اليوم، فلا نحن تقدمنا بعقولنا ولا تقدمنا بأموالنا، للأسف. rouaba@hotmail.com


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)