بعد استغنائهن عن أبنائهن وتسليمهم الى الحاضنات
أمهات عاملات يشعرن بالذنب اتجاه فلذات أكبادهن
تحتاج الأم العاملة إلى مكان آمن تضع فيه أطفالها في فترة غيابها عنهم خارج المنزل الأمر الذي سيزيد من رضا الأم ويحقق الراحة النفسية لها وبالتالي زيادة جودة الأداء والرفع من مستواه كماً وكيفاً إلى جانب أن ذلك سيقضي على كثرة غياب وتأخر الموظفة الأم التي غالباً ما يكون صغارها هم السبب في تغيبها أو تأخرها عن وظيفتها وكذلك توفير الراحة النفسية للطفل إذ سيحظى في هذه الحالة بالرضاعة الطبيعية والإشراف المباشر من قبل الأم أثناء فترات العمل.
خ.نسيمة /ق.م
هي مشكلة تواجهها المرأة العاملة عندما تنجب طفلها ولا تعلم ما إذا كان عليها مغادرة عملها وتكريس وقتها لرعاية ابنها الصغير أم الاستمرار به والتنسيق بين مهامها المنزلية منها والمهنية. واقعياً من الخطأ الفادح ربط هويّة المرأة الأسرية بتربية الأطفال والتذرّع بضرورة الاهتمام بهم كجحّة واهية للقضاء على دورها الفاعل في المجتمع. هذا فضلاً عن أهميّة استمرارها في العمل لإعالة العائلة. ولكن كيف لها أن تضمن رعاية كاملة من قبلها لطفلها رغم أحقيّة المحافظة على دورها المهني؟
ضرورة ملحة
في هذا الصدد اقتربنا من بعض السيدات العاملات لرصد آرائهن تقول إحداهن: أصبح فتح المجال لعمل المرأة ضرورة ملحة لا غنى عنها وأصبحت العديد من النساء يبحثن عن فرص وظيفية لإعانة أزواجهن في ظل الظروف المعيشية الصعبة لدى بعض الأسر بيد أن المشكلة الحقيقية تنشأ عندما تتاح الفرصة للمرأة لتعمل في منشأة لا تتوفر فيها أماكن خاصة بحضانة الأطفال ورعايتهم الأمر الذي تضطر فيه العديد منهن إلى ترك الطفل بالمنزل في يد الخادمة أو برفقة أخوته مما يؤثر على نفسية الأم وطفلها بشكل سلبي.
وأضافت أن ذلك أدى إلى توقف العديد من النساء العاملات عن مواصلة العمل في تلك المنشآت مشيرة إلى أنها حاولت أن تترك العمل أكثر من مرة بيد أن حاجتها الماسة للوظيفة جعلتها تتحامل على نفسها وتبقي أبناءها في المنزل لافتة إلى أن ذلك جعلها لا تشعر بالأمان المطلوب نتيجة بقاء أبنائها بمفردهم في المنزل الأمر الذي قد يعرّضهم لمخاطر كبيرة.
تأثير على نفسية الطفل
يرى المختصون أن نوعية الرعاية تؤثر سلباً أو إيجاباً في حياة الطفل ويوضحون أن للأسرة دورا كبيرا في التربية وزرع القيّم والمبادئ مضيفة أن عدم اهتمام الوالدين بأطفالهما قد ينتج عنه العديد من المشكلات في المستقبل لافتة إلى أن غياب الوالدين عن المنزل معظم اليوم أو عدم التواجد فيه بشكل كاف يؤدي إلى اكتساب الطفل سلوكاً سلبياً مقارنة مع الأطفال الذين يقضون وقتاً كافياً مع آبائهم وأمهاتهم وهناك دراسة أجريت في أمريكا بينت أن تزايد عدد الأمهات العاملات أدى إلى ارتفاع دور الحضانة بشكل كبير في العقدين الأخيرين كما أن عمل الأمهات يؤثر بشكل مباشر في تربية الأطفال خاصة الأطفال الرُّضع إذ تضطر الأم العاملة إلى مضاعفة جهدها في تربية الأطفال والبديل يكون عادة إما دور الحضانة أو رياض الأطفال أو أن ترسل الأم طفلها إلى أحد أقاربها أو جاراتها ومن الضروري أن تكون دُور الرعاية مؤهلة بكوادر متخصصة في التعامل مع الأطفال.
توفير مراكز متخصّصة
عدم توفير مراكز متخصصة في الحضانة للأم العاملة قد ينجم عنه تخلي الأم العاملة عن عملها وبهذا تتفرغ لتربية الطفل وتحتضنه وذلك قد يؤثر على دخل الأسرة خاصة إذا كان دخل رب الأسرة لا يفي بالغرض وقد ينعكس ترك الأم للعمل على صحة الطفل بشكل إيجابي حيث تهتم بغذائه وملبسه ونظافته موضحة أن وجود الطفل قريباً من أمه في مقر عملها أو في مكان آمن بالقرب منها يشعره بالأمان ويجعله يكتسب السلوكيات الحسنة كما أن الأم تطمئن في هذه الحالة على طفلها وتنجز عملها وهي هادئة دون تفكير في حال الطفل وماذا يحدث له.
لنظافة الحضانة دوراً كبيراً في جعل الطفل أقل عرضة للأمراض بشكل أكبر من الطفل الموجود في حضانة مهملة لا تهتم بالنظافة بحيث في هذه الحالة سيكون عُرضة للإصابة بالأمراض المختلفة كالنزلات المعوية و الإنفلونزا وبالتالي فإن ذلك سينعكس على صحته بشكل سلبي فيكون حينها هزيلاً وضعيفاً كما أن مناعته ستقل نتيجة تناوله الأدوية وخروج الطفل في فصل الشتاء يجعله أكثر عُرضة للإصابة بنزلات البرد فمن الضروري توفير حضانة للأطفال في مكان عمل الوالدة.
ظروف زيادة ساعات العمل على المرأة العاملة تفرض توفير الحلول المناسبة لها ومن ذلك توفير الحضانات والدوام الجزئي والعمل من المنزل خاصة مع ازدحام الطرقات وبعد أماكن السكن إذ تقضي الأم في هذه الحالة أغلب ساعات اليوم بعيداً عن صغارها فالإرباك الحقيقي لسير العمل يتمثل في قلق الموظفة على طفلها وهو بين يدي المربية أو في حضانة بعيدة خاصة وأن الدولة هي بحاجة إلى عمل الجنسين لتوطين الوظائف كما أن اتزان الاسرة بحاجة إلى دخل الزوجين معاً من أجل تذليل صعوبات الحياة ومن الضروري توفير حضانات الأطفال في مكان العمل عبر فرض رسوم مالية رمزية لا تُرهق كاهل الأسرة على أن تعمل فيها مُربيات متخصصات من أجل أن تطمئن الأمهات على أطفالهن وبالتالي الحفاظ على نفسية الأطفال وتجنب إصابتهم بالأمراض النفسية كالخجل والخوف والقلق.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 03/04/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com