فيضان وادي الشفة يغلق الطريق الوطني رقم 1 الحماية المدنية تحصي عشرات التدخلات عبر الوطن
تسببت التقلبات الجوية الاخيرة، التي شهدتها أغلب ولايات الوطن، إلى قطع الطرقات وعزل بعض الولايات، كما تسببت الأمطار التي تساقطت خلال ال48 ساعة الاخيرة الى غرق العديد من البيوت بولاية المدية والبليدة وغيرها من ولايات الوطن، وهو ما يستدعي، حسب العديد من المواطنين، التدخل العاجل لإنقاذ هذه الولايات من خطر الفيضانات قبل حلول موسم الشتاء. أظهرت قطرات من الأمطار المتهاطلة على العاصمة وولاية البليدة سياسة البريكولاج والإهمال الذي يتفنن فيه رؤساء المجالس الشعبية البلدية، حيث تحولت بلديات العاصمة على غرار الحراش والكاليتوس وحتى السكنات الموزعة حديثا ببن طلحة ببلدية براقي، إلى برك مائية وسيول جارية بسبب إنسداد المجاري والمملوءة بالأوحال مع بداية فصل الشتاء لا غير، حيث شهدت الطرقات الرئيسية والفرعية بالبلديات المذكورة سالفا فيضانات عارمة، كما أن وادي الحراش قارب على الخروج من مساره نحو الجسر. وتخوف عدد من سكان البلديات المنعزلة عن العاصمة من تكرار سيناريو فيضانات تبسة وقسنطينة بالعاصمة في حال إستمرار تساقط الأمطار لمدة طويلة، وطالب المواطنين القاطنين في كل من بلدية أولاد فايت، السويدانية، بئرتوتة، الخرايسية من والي العاصمة ببرمجة زيارات فجائية لأحيائهم للإطلاع على حالة قنوات المياه والمجاري المسدودة والمملوءة بالأوحال، ويناشد هؤلاء والي العاصمة، عبد القادر زوخ، بالتدخل العاجل لإعطاء أوامره لمصالح البلديات النائمة لتنقية البالوعات بالبلديات المعزولة عن العاصمة، محملين المسؤولية الكاملة للأميار في حال وقوع اي كارثة في حال إستمرار تهاونهم وعدم تداركهم الوضع لتنقية هذه البالوعات من الأوحال والأتربة.
البليدة تغرق!
هذا وقد كشفت الأمطار المتساقطة، مؤخرا، العيوب الموجودة بقنوات الصرف، حيث لم تستوعب البالوعات وقنوات الصرف الحجم الهائل من الأمطار والسيول، التي أدت إلى انجراف الأتربة وتشكل الأوحال على مستوى بعض المحاور، مما أدى إلى انسداد في حركة المرور، وهو ما شهدته العديد من ولايات الوطن، خصوصا على غرار ولاية البليدة، والتي تسبب فيها ارتفاع منسوب المياه الى غرق العشرات من البيوت. وأوضح المكلف بالإعلام على مستوى الحماية المدنية لذات الولاية، عادل زغيمي، أن الأمطار أدت إلى إرتفاع في منسوب المياه للأودية على غرار وادي الشفة وبني عزة. وعرفت الولاية عدة تدخلات من قبل الحماية المدنية، التي قامت بإمتصاص المياه من المنازل التي عرفت تسربات. وأكد ذات المتحدث، ان انسداد البالوعات كان سببا رئيسيا في هذه التسربات وإرتفاع منسوب المياه.
فيضان وادي الشفة يغلق الطريق الوطني رقم 1
كما تسبب ارتفاع منسوب مياه وادي الشفة إلى انجراف التربة وغلق الطريق الوطني رقم 1 الرابط بين الشفة والمدية عند النفق الأول بالمكان المسمى كاف الرشيم ، من دون تسجيل أي خسائر مادية أو بشرية. وقد نجم عن ذلك شلل في حركة المرور، حيث وجد المسافرون أنفسهم محاصرين على مستوى النفق الأول المسمى كاف الرشيم ، في حين تدخلت عناصر الحماية المدنية والسلطات الأمنية لفسح الطريق وتأمين المسافرين.
الحماية تتدخل في إخراج مياه الأمطار من المنازل
وعليه، تدخلت عناصر الحماية المدنية في مختلف مناطق ولاية البليدة لإخراج مياه الامطار التي تساقطت بغزارة والتي تسربت الى المنازل، حسبما ذكره مدير هذه الهيئة، نورالدين فدي. وأوضح فدي، ان عناصر الحماية بمساعدة مديرية الاشغال العمومية تدخلت صبيحة يوم الجمعة بمنطقة وادي العلايڤ في المكان المسمى وادي قرقور التي سجل بها ارتفاع منسوب مياه الوادي لتحويل مسارها تفاديا للفيضان. كما تدخلت نفس المصالح بمنطقة حوش الريش ببلدية وادي العلايڤ وبن عاشور ببلدية البليدة والمنطقة الصناعية بخزرونة، التي سجلت أيضا ارتفاع لمنسوب المياه ودخوله الى عدد من المنازل، حيث تم إخراجها منها. من جهة أخرى، شهد الطريق الوطني رقم 1 الرابط بين شفة والحمدانية (ولاية المدية) انجرافا للتربة وانهيار للحجارة، مما تسبب في غلق جزئي للطريق، غير ان مصلحتي الاشغال العمومية والحماية المدنية تدخلتا لفتح الطريق، الا ان حركة المرور به تبقى بطيئة بسبب تواصل تهاطل الامطار بغزارة، يضيف ذات المتحدث. وفي سياق آخر، أشار مدير الحماية المدنية الى عدم تسجيل خسائر مادية او بشرية تذكر بسبب هذا الاضطراب الجوي الذي تشهده المنطقة.
مياه الأمطار تحاصر عدة عائلات بواد حربيل في المدية
وعلى غرار ولاية البليدة، شهدت ولاية المدية، خلال اليومين الاخيرين، تساقط كميات معتبرة من الأمطار حاصرت العديد من العائلات، وهو ما تسبب في استنفار مختلف المصالح المعنية وقيامها بعدد من التدخلات، نظرا للأخطار المحدقة على السكان المقيمين بمحاذاة الأودية، إلى جانب انجرافات التربة التي أغلقت الطريق الوطني رقم بالمكان المسمى واد عطلي، حيث استمر غلق الطريق لمدة تزيد عن 6 ساعات، بسبب انجراف التربة من مشروع ازدواجية الطريق السيار شمال جنوب. وفي وامري، أدى ارتفاع منسوب مياه واد حربيل إلى إجلاء قرابة 20 عائلة تقطن بمحاذاة الوادي، كما عرفت عاصمة الولاية ارتفاع منسوب المياه في كل من حي تاكبو ووسط المدينة، كما أدى تساقط الثلوج إلى غلق الطرقات المؤدية إلى قرى منطقة سيدي زهار.
قطع الطريق الوطني رقم 39 بتيسمسيلت
وبتيسمسلت، تسببت الأمطار الغزيرة المصحوبة برياح قوية التي تهاطلت على ولاية تيسمسيلت، صبيحة اول أمس، في انزلاق التربة أدى إلى قطع الطريق الوطني رقم 39 في شطره الرابط ما بين بلدية سيدي سليمان وحدود ولاية عين الدفلى. وحسب بيان مصالح الحماية المدنية، أعوان الحماية شرعوا بمعية مصالح مديرية الأشغال العمومية والبلدية في إزالة الحجارة والأوحال بغية إعادة فتح الطريق أمام حركة المرور. ومن جهتها، أبرزت المحطة الجهوية للأرصاد الجوية لعين بوشقيف في تيارت، بأن التهاطلات المصحوبة بالرياح القوية ستتواصل خلال 24 ساعة القادمة بإقليم ولاية تيسمسيلت، مع توقع تساقط ثلوج ليلة اليوم بالمرتفعات التي يفوق علوها ألف متر.
رياح قوية تقطع الكهرباء عن أحياء بأكملها في بومرداس
وببومرداس، وبالتحديد ببلدية خميس الخشنة، عاش مواطنو البلدية انقطاعات متكررة للكهرباء طيلة ال24 ساعة الماضية، بسبب الرياح العاتية التي اجتاحت المناطق المذكورة، كما تسببت في قلع بعض الأشجار.
إنهيار بنايتين بحيي المحطة وعمروس في سعيدة
هذا وقد أدى التغير المفاجئ للأحوال الجوية وسقوط أمطار غزيرة ورياح قوية طيلة 24 ساعة، إلى انهيار بنايتين بحيي المحطة وعمروس في مدينة سعيدة، وقد خلفا هذان الانهاران للبنايتين خسائرا مادية، ولحسن الحظ لم يخلفا خسائر بشرية تذكر، وقد تدخل أعوان الحماية المدنية بالمكانين المذكورين، وتقديم الإسعافات للعائلات المصدومة جراء الهلع الذي انتابهم.
الحماية المدنية تحصي عشرات التدخلات عبر الوطن
أحصت وحدات الحماية المدنية على المستوى الوطني عشرات التدخلات خلال ال24 ساعة الأخيرة نتيجة التقلبات الجوية، أغلبها كان لامتصاص المياه المتسربة للمنازل نتيجة التهاطل الغزير للأمطار أو ارتفاع منسوب الأودية، دون تسجيل خسائر بشرية، حسب ما أفادت به المديرية العامة للحماية المدنية. فمنذ ليلة يوم الخميس الى يوم الجمعة، قامت ذات المصالح بالتدخل على مستوى عدة ولايات على غرار البليدة، التي سجل بها فيضان واد عزة بأولاد يعيش، مما تسبب في تسرب المياه ل10 منازل قريبة منه قام أعوان الحماية المدنية بامتصاصها، حسب ما أوضحه المكلف بالإعلام على مستوى ذات الهيئة، نسيم برناوي. ونتيجة لارتفاع منسوب مياه واد العلايڤ، قام أعوان الحماية المدنية بامتصاص المياه المتسربة لخمس منازل بحوش الريش (وسط مدينة البليدة) وستة منازل أخرى بكل من حي بوعرفة وحي الإسكندرية. وبالجزائر العاصمة، تدخل أعوان الحماية المدنية بامتصاص المياه المترسبة لاربعة سكنات بكل من القصبة والجزائر الوسطى وبئر خادم والقبة، كما سجل بباب الواد انهيار جزئي لسقف منزل دون تسجيل خسائر في الأرواح، يضيف المصدر ذاته. ونفس الأمر بولاية المدية، أين تم امتصاص المياه المترسبة لثمانية منازل بوسط مدينة المدية، بالإضافة الى تسجيل صعوبة في حركة السير بالطريق الوطني رقم 01. أما بغليزان، فقد تسربت المياه لعشرة منازل بحد الشمال، فضلا عن تسجيل انهيار جدار منزل قصديري ببلدية حد الشكالة، يضيف المصدر ذاته. وبتيبازة، تسربت مياه الأمطار المتهاطلة أيضا إلى بعض المنازل ببلديات شرشال وحجوط وحمر العين ومناصر، في حين سجل ببلدية خميستي سقوط عمود كهربائي على منزل. وفي سياق آخر ذي صلة بالأحوال الجوية، قام أعوان الحماية المدنية خلال الفترة الأخيرة بإسعاف وإنقاذ 20 شخصا اختنقوا لاستنشاقهم غاز أحادي أكسيد الكربون المتسرب من وسائل التدفئة بالجزائر العاصمة وتيزي وزو والبويرة وباتنة وسعيدة والبليدة وسطيف ووهران والبيض.
دعوة لاستعمال الوسائل الحديثة لحماية المدن من الفيضانات
وللحد من مخاطر الفيضانات، أجمع مشاركون في أشغال يوم دراسي نظم بالبليدة حول البيئة والمياه ، احتضنته جامعة سعد دحلب ، على أهمية الاتجاه مستقبلا نحو الاستعانة بتقنيات حديثة للحد من مخاطر الفيضانات التي تهدد أغلبية المدن الجزائرية. ففي مداخلة قدمها محمد رضا خولي، من جامعة سعد دحلب (البليدة)، أكد أن التدابير التقليدية التي تباشرها السلطات المختصة تحسبا للموسم الشتوي على غرار صيانة وتنظيف شبكات الصرف الصحي والبالوعات ومجاري المياه غير كافية لمجابهة خطر الفياضات، مستدلا بحالة ولاية قسنطينة التي سجلت مع بداية الموسم الشتوي فيضانات بالرغم من اتخاذ مسؤوليها لمختلف الإجراءات الاحترازية سالفة الذكر. وهو نفس الاتجاه الذي ذهب فيه زميله حداد أمين، الذي دعا إلى ضرورة الاستعانة بتقنيات حديثة لمجابهة خطر الفيضانات التي تهدد أغلبية المدن الجزائرية مع بداية كل موسم شتاء، وهي التقنيات التي سبق للعديد من الدول المتقدمة تطبيقها على أرض الميدان. ومن بين أهم هذه الأساليب الحديثة، يضيف المتحدث، انجاز منشآت لتخزين مياه الأمطار المعتبرة المتساقطة، ليتم تفريغها لاحقا من خلال تحويلها نحو السدود أو نحو وجهات أخرى، وهي التقنية التي أثبتت فعالياتها، مشيرا إلى أن ولاية غرداية سبق لها وأن جسدت هذه التقنية على أرض الميدان لحماية هذه المدينة الجنوبية من هذا الخطر الطبيعي الذي يسفر عن خسائر مادية وبشرية. من جهته، كشف مدير وحدة البليدة للديوان الوطني للتطهير، حسين بن معطار، عن تدعيم مؤخرا هذه المؤسسة العمومية بمضخة حديثة لشفط المياه، تعد الأولى من نوعها من حيث حجم شفطها للمياه والتي تتجاوز ألف متر مكعب في الساعة، مشيرا إلى أن جميع المضخات الحالية لا تتجاوز ال500 متر مكعب في الساعة. وصرح بن معطار، أن هذه المضخة الجديدة ساهمت في تسهيل عمل فرق التدخل، سواء من حيث الوقت أو الجهد، لافتا إلى أنه بفضل هذا العتاد الجديد تم شفط مياه الأمطار التي كانت تغمر الطريق السريع شرق - غرب نتيجة كميات الأمطار المعتبرة المتساقطة نهاية شهر أكتوبر المنصرم خلال فترة وجيزة. كما تطرق الأساتذة المختصين في المجال والمشاركين من مختلف ولايات الوطن كعين الدفلى وبومرداس إلى أهمية حملات التحسيس الموجهة لفائدة المواطنين والصناعيين، وكذا الناشطين في القطاع الفلاحي للمحافظة على الثروة المائية وحمايتها من خطر التلوث. يذكر بأن هذا اللقاء، الذي بادر إلى تنظيمه قسم علوم المياه والبيئة بكلية التكنولوجيا بجامعة سعد دحلب ، عرف كذلك مشاركة مؤسسات عمومية على غرار متيجة نظافة والديوان الوطني للتطهير.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/12/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ليندة ي
المصدر : www.alseyassi.com