الجزائر

أمريكا تقرع طبول الحرب وروسيا وإيران تحذران زاوية حرة



أمريكا تقرع طبول الحرب وروسيا وإيران تحذران زاوية حرة
يبدو أن أمريكا التي تخوض حربا في سوريا عبر حلفائها بدأ صبرها ينفذ في محاولة لتوجيه الضربة القاضية التي تحلم بتوجيهها إلى سوريا وتتخذ من الأسلحة الكيماوية قنطرة للعبور إلى أهدافها، وأمريكا التي عودتنا على المراوغة والترقب والانتظار، تحرك بيادقها في الخارج والداخل ومن هذه البيادق فرنسا، أما صقورها في الداخل فإنهم يتحركون في دعوة تحريضية على ما يبدو لتوريط آخرين فيما تعتزم القيام به، وفي هذا السياق يتحرك مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جيفري فيلتمان وهو صاحب السمعة السيئة والمؤامرات المعروفة على المقاومة عندما كان في لبنان يوجه الدبلوماسية الأمريكية ويقود جماعة الرابع عشر من آذار، وهو الذي صرح ذات يوم بأنه أنفق من غير جيبه أربعمائة مليون دولار لتشويه سمعة المقاومة التي يتزعمها حزب الله في لبنان، ثم يتم تكليفه بوظيفة أعلى في الأمم المتحدة وهو اليوم يتحرك على هامش ما يشاع من أن النظام السوري يكون قد استعمل الأسلحة الكيماوية، وهذه المزاعم التي لم تصمد أمام تحليلات الخبراء وحولها كانت التقارير الروسية قد توافقت مع التقارير الأمريكية في التشكيك بها. وقد أعلن البيت الأبيض ”عن عدم قدرة الإستخبارات الأمريكية على التأكيد من وجود دلائل على استخدام أسلحة كيميائية” وبدأت الشبهات تحوم وبقوة حول المعارضة السورية في الوقت الذي ترقص فيه فرنسا منفردة في العتمة وتطالب بتوجيه ضربة للنظام على أنه استعمل الأسلحة الكيماوية، وفي هذه الأثناء تعلن المعارضة السورية عن تلقيها 400 طن من الأسلحة عن طريق تركيا وبتمويل خليجي، وفي الوقت الذي تراوغ فيه أمريكا وتعلن لأول مرة أن ما قدمه الخبراء الروس حول استعمال النظام للأسلحة الكيماوية يتقارب مع التقارير المخابراتية الأمريكية، فإنها من جهة أخرى ووسط تحذيرات إيرانية وروسية من تجاوز الخطوط الحمر، تدفع بمدمرات أربع من أسطولها الذي تحكم العالم من خلال جولاته ”السياحية” في المنطقة، وهذه المدمرات هي رافيج وماهان وغرافيل وباري، وفي المحصلة فإن أمريكا وكعادتها تراوغ عندما تكون تهيئ لأمر جلل في الشر لا في الخير طبعا، غير أن رحلة جيفري فيلتمان إلى إيران تحمل معاني متناقضة مشوبة بالريبة والحذر، ويرى المراقبون أنه كان الأحرى بأمريكا أن تشجع على عقد مؤتمر جنيف 2 بدل تسويف الوقت في انتظار تحقيق المعارضة المسلحة لمكاسب على الساحة تجعلها قوية في طرح شروطها تلك المكاسب التي يبدو أنها لن تتحقق دون التدخل المباشر للقوة الأمريكية أو الأوروبية، ومن هنا فإننا أمام منعطف خطير يتسم بالمراوغة والمكر والخطورة وعدم وضوح الرؤيا، وإلى حين تنجلي المواقف ويبلغ فيلتمان رسالته للإيرانيين علينا أن نعد الضحايا من الأبرياء الذين سوف تلتهمهم أفواه بنادق السلفية الممولة من دول خليجية بالإضافة إلى تركيا وبالطبع أمريكا، هذه هي حكايتنا مع العم سام وما علينا إلا الصبر وطول الإنتظار.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)