الجزائر

أمراض مزمنة وسرطانات تنخر أجساد المّرحلين الجدد



أمراض مزمنة وسرطانات تنخر أجساد المّرحلين الجدد
استقبل العديد من سكان الأحياء القصديرية خبر ترحيلهم إلى سكنات لائقة في جو من الغبطة والسرور، بعدما عانوا مرارة العيش في أكواخ تفتقر لأدنى شروط الحياة. غير أن فرحة البعض لم تدم بسبب اكتشافهم أنهم مصابون بأمراض خطيرة نخرت أجسادهم وحرمتهم من نشوة الفرح الذي طالما انتظروه لسنوات.حرمت بعض الأمراض المزمنة بعض السكان الذين كانوا يقطنون في بيوت قصديرية من نشوة الفرح الذي طالما انتظروه لسنوات. غير أن فرحة هؤلاء لم تدم بعد اكتشافهم أنهم مصابون بأمراض خطيرة، وفي مقدمتها السرطان، نتيجة الظروف المزرية التي كانوا يعيشونها من رطوبة وأوبئة وغيرها من العوامل التي انعكست سلبا على صحتهم ونفسيتهم في وقت واحد. وفي هذا الإطار وقفت ”الفجر” على العديد من الحالات عشية عملية الترحيل ونقلت معاناة المرحلين التي تحولت إلى جحيم بعد سماع خبر مرضهم. سجلت بعض المؤسسات الإستشفائية بالعاصمة حالات أمراض مزمنة وسرطان بمختلف الأنواع، راح ضحيتها أناس تحملوا مرارة وقساوة العيش لسنوات في سبيل العيش بكرامة والحصول على أدنى حقوقهم. وفي هذا الشأن كان لنا حديث مع بعض الأشخاص الذين انقلبت فرحتهم إلى تعاسة، ليحرم هؤلاء من فرحة دخولهم سكن جديد لطالما حلموا به، وهو حال خالتي خديجة، المرحلة إلى حي بن طلحة بالعاصمة، التي قالت أنها عانت الكثير في بيتها القصديري منذ أزيد من 15سنة، مشيرة إلى أنها تعرضت للبرد والرطوبة وتحملت ذلك في سبيل تربية أولادها.نفس الشيء لمسناه عند خالتي زينب، التي وجدت نفسها مصابة بسرطان الكبد، قائلة والدموع تذرف من عينها ”ما فائدة الراحلة الآن، ضاعت حياتي وأنا أجمع الحطب لأدفئ أولادي، فلم يبق من حياتي سوى أيام قلائل أقضيها بالمستشفى عوض الدار الجديدة”. ولا يقتصر الأمر فقط على الأشخاص الذين لايزالون على قيد الحياة، بل حتى الأموات منهم فارقوا الدنيا آخذين في قلوبهم حلم الحصول على سكن لائق يأويهم ليكملوا ما تبقى من عمرهم وهم يتمتعون بأدنى حقوقهم. غير أن الكثير من هؤلاء غادروا الحياة نتيجة أمراض نخرت أجسادهم ولم تمهلهم بعض الوقت إلى تقاسم فرحة الترحيل رفقة أبنائهم وأحبابهم. وهو ما كشفت عنه بعض العائلات ممن فقدت شخصا عزيزا عليهم، بأنهم كانوا ينتظرون خبر ترحيلهم على أحر من الجمر، غير أن الأقدار جاءت عكس ذلك، تاركين بعض ذكرياتهم وصورهم على الحيطان.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)