الجزائر

أمام سلبية الموقف الأمريكي وفاعلية الاستيطان



أمام سلبية الموقف الأمريكي وفاعلية الاستيطان
اشترط الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، التزام إسرائيل بوقف العمليات الاستيطانية في الضفة الغربية، وقبول ترسيم حدود الدولة الفلسطينية المستقلة لمواصلة مفاوضات السلام المتعثرة بقناعة انه بدون هذين الشرطين فإن السلام لن يتحقق في منطقة الشرق الأوسط.وكشف الرئيس عباس، عن هذين الشرطين في نفس اليوم الذي انتهت فيه المهلة التي حددتها الادارة الأمريكية، للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للتوصل الى اتفاق سلام نهائي يشمل كل قضايا الوضع النهائي بعد تسعة أشهر من مفاوضات وصفت بمفاوضات "آخر فرصة".ولكن هذا الوصف لم يمنع فشل جلساتها في تحقيق أي تقدم رغم الزيارات المتلاحقة التي قام بها وزير الخارجية الامريكي، جون كيري، الى المنطقة ضمن مساع لإخراج مسار السلام من نفق العقبات التي تعمدت إسرائيل وضعها من اجل إفشال مفاوضات جعلتها مجرد غطاء لإتمام مخططاتها.ففي الوقت الذي كان فيه الفلسطينيون يقدمون التنازلات تلوى الأخرى في مفاوضات السراب، كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، يضع اللمسات الأخيرة لمخططات حكومته في تهويد ما تبقى من أرض الدولة الفلسطينية الوهم.وفضح مضمون تقرير منظمة "السلام الآن" الإسرائيلية الوجه الآخر لإسرائيل، وكشف بما لا يدع مجالا للشك أن الكيان المحتل ليس في نيته تحقيق السلام عندما تعمّد نتانياهو، بالتوازي مع هذه المفاوضات إقامة ما لا يقل عن 14 ألف وحدة استيطانية في أراضي الضفة الغربية، بمعدل خمسين وحدة يوميا وطيلة تسعة أشهر التي استغرقتها هذه المفاوضات في رقم لم يسبق للحكومات الإسرائيلية أن أنجزته من قبل.والمفارقة أن اجتماعا لحكومة الاحتلال كان منتظرا لنهار اليوم، خصص لإقامة ألف وحدة سكنية استيطانية إضافية قبل تأجيله الى وقت لاحق لدواع تكتيكية.وهي الحقيقة التي جعلت أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه، يقول بحسرة أن السلطة الفلسطينية تعرضت لأكبر عملية احتيال تحت غطاء مفاوضات سلام ولدت ميتة".وقال عبد ربه أن "المسؤولين الإسرائيليين تحايلوا على كل العالم وأدخلونا في متاهة المفاوضات في وقت كانت المستوطنات تتوسع والأرض الفلسطينية تسرق".وتلك هي الحقيقة المرة التي لا يختلف حولها اثنان، وجاءت لتؤكد أن الادارة الأمريكية فشلت فشلا ذريعا في مهمة كان بوسعها النجاح فيها، وكان يكفيها أن تلقي ببعض ثقلها الدبلوماسي كراع لعملية السلام حتى تحقق النتيجة التي كانت تبحث عنها من خلال تجسيد المبدأ الذي رفعته ب«حل الدولتين".ويبقى مثل هذا المبدأ مجرد حلم لن يرى النور أبدا مادامت الولايات المتحدة الراعي الوحيد لعملية السلام، بعد أن أكدت مواقف كل الإدارات التي تعاقبت على البيت الأبيض أنها مجرد أداة بيد إسرائيل تأتمر بأوامرها ولا تنفذ إلا ما يملى عليها. وتلك هي مصيبة الفلسطينيين وكل العرب الذين وضعوا ثقتهم العمياء في روساء أمريكيين يعدون ولا يوفون.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)