الجزائر

ألمانيا، تركيا ونواقشط؟!



ألمانيا، تركيا ونواقشط؟!
أربع عمليات ”إجرامية” أو إرهابية في أقل من أسبوع في مدن متفرقة من ألمانيا، فهل من مقارنة مع ما يجري في تركيا؟ ولماذا لا تكون هذه الهجمة ”الإرهابية” في ألمانيا وفي فرنسا تحويلا للأنظار عما يجري في أنقرة واسطنبول، لينسى الرأي العام الدولي ما يقوم به أردوغان من تصفية لمعارضيه في مفاصل الدولة، وللتمكين للإخوان في الحكم، بهذا الإنقلاب الذي يقوم به على إرث أتاترك وعلى الدستور العلماني للدولة التركية، وهو ينادي بمجد العثمانيين، فالرجل مستعد لحرق العالم!لأعد إلى هزائمنا العربية في قمة نواقشط، التي جاءت فاشلة حتى قبل انطلاقها أمس، ليس فقط بسبب غياب رؤساء وملوك (السعودية والمغرب) فالملك سلمان يتواجد حاليا في المغرب في عطلة، على بعد ”كيلومترات” فقط من مقر انعقاد القمة، العاصمة الموريتانية، ومع ذلك تغيب عنها، مثلما تغيب رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس بسبب عزاء شقيقه، بل أيضا بسبب ما تسرب عنها، عن مخطط يستهدف اغتيال الرئيس المصري السيسي أثناء تواجده في نواقشط، وهو ما جعله حسب ”المصري اليوم” يغيب عن القمة، وإن كنت أشك أن غيابه راجع لغياب ”صديقه” الملك سلمان، وأيضا بسبب موضوعها، إدانة التدخل الإيراني في القضايا العربية.فهذه القمة، التي لم يعد يليق بها تسمية القمة، لأن أغلب الدول شاركت بوزراء خارجية أو رؤساء حكومات، أفرغت من محتواها، فعندما يغيب الرئيس العراقي، ورئيس السلطة الفلسطينية اللذان يشهد بلديهما الويلات والإرهاب، وتعاني فلسطين دائما من الاحتلال والوحشية الصهيونية، فما الجدوى من انعقادها، خاصة وأن الجنرال السعودي أنور عشقي، زار عشية القمة إسرائيل وأثنى على رئيس حكومتها، ناتنياهو، ووصفه بالرجل الواقعي والمنطقي والقوي، وأن بلاده بحاجة إليه. وقد تكون حاجته إليه يدخل تحت عدائهما المشترك لإيران، التي ستبحث القمة إدانة تدخلها في القضايا العربية.أنور عشقي يصرح في إسرائيل أن هذه تحارب الإرهاب، فهل هو نفس الإرهاب التي تدينه القمة؟ ولا بأس أن تتدخل تركيا أردوغان في سوريا وتدمرها، وتدمر الموصل وتسرق نفطها عن طريق داعش وتبيعه إلى الغرب، وتسرق مصانع حلب، وتسهر على إرسال الدواعش إلى سوريا والعراق، ومع ذلك تأتي القمة لتبحث مسألة الإرهاب، من طرف رعاة الإرهاب أنفسهم.ثم ماذا عن التدخل السعودي في اليمن وقتل أطفاله وتدمير بنيته التحتية، باسم التصدي للمد الإيراني الشيعي، وعن تحريضها للمغرب وتذكية نار الفتنة بينه وبين بلادنا؟فما جدوى جعجعة ”القمة”، بلا طحين، وما جدوى منظمة تحت تسمية عنصرية ”العربية” أصلا، هذا المصطلح الذي ابتكرته المخابرات البريطانية وسجنتنا بداخله وفرضت علينا انتماء جغرافيا وعرقيا فاشلا ومعرقلا لكل مساعينا المنفردة؟!


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)