ساركوزي الذي تباكى في خطابه على 70 فرنسيا تعرضوا للتعذيب على يد الألمان، ولم يتأثر بما فعلته أيادي الغدر والإجرام الفرنسية بـ45 ألف جزائري في نفس اليوم وفي يوم واحد، ولا يجد بدا حتى للاعتذار من أجل فتح صفحة جديدة مع جزائر يريدها أن تكون وبسبب هذا التاريخ الذي يذكر بعضه ويتجاهل أغلبيته، شبيهة بالقاعدة الخلفية لفرنسا، فقط لأنه يرى وسلطته أن هذا كثير على الجزائريين الذين يعانون إلى اليوم آلام الاحتلال، وماتزال أجسادهم الى اليوم تقطع بألغام الفرنسيين. وقد يكون الموقف الرسمي في الجزائر عاملا مشجعا لتبجح فرنسا الرسمية، فمطلب الاعتذار لا يتعدى تصريحات مناسباتية لعدد من المسؤولين، وقانون تجريم الاستعمار الذي كان يرجى منه الحفاظ على كرامة الجزائريين والرد على التبجح الفرنسي، لم ير النور وقد لا يراه أبدا بالنظر لتلك التصريحات، فوزير المجاهدين الذي أكد على ضرورة تقديم فرنسا اعتذاراتها عن الجرائم في حق الجزائريين في 8 ماي 1945، تلقى ردا عبر الصحافة من رئيس المجلس الشعبي الوطني الذي يلقي مسؤولية تعثر مسار قانون تجريم الاستعمار على الحكومة التي تكون قد رفضته لاعتبارات سياسية ودبلوماسية. ساركوزي تعمد بخطابه استفزاز الجزائريين حين وصف الجنود الفرنسيين بالشجعان والضحايا في آن واحد، والمدافعين عن الحرية، في ذلك اليوم المشهود لدى الجزائريين وهم يحيون ذكرى مجازر 8 ماي 1945، وقد يكون ساركوزي قد بعث برسائل مشفرة ردا على التصريحات والمطالب الجزائرية حول ضرورة الاعتراف والاعتذار عما اقترفته أيادي الفرنسيين من جرائم ضد الإنسانية في حق الجزائريين.
نسيمة. ع
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/05/2011
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com