الجزائر

ألف العِزّة وياء الذِلّة



ألف العِزّة وياء الذِلّة
ألف العِزّة: هي الألف في كلمة (عباد) الّتي وردت في القرآن الكريم حوالي مائة مرّة، في معظمها وصف بها المسلمون المطيعون لله، لذلك لا نخطئ إذا قلنا: إنّ غالب كلمة (عباد) في القرآن يُراد بها المسلمون المطيعون لله تبارك وتعالى.كما قال تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا}. نمعن النّظر في الألف الممدودة في وسط كلمة (عباد) نجدها توحي بالعزّة والمنعة والرّفعة والسّمو، وكأنّها مرفوعة الرّأس بطاعة الله تعالى، منصوبة القامة باستمرار، وهذه العزّة والرّفعة والسّمو نلحظها في حياة عباد الرّحمن المُطيعين لله تعالى، وفي أخلاقهم ومعاملاتهم، يعيشون بعِزة قوله تعالى: {أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ}، وقد قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “نحن قوم أعَزّنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزّة بغيره أذَلّنا الله”.ياء الذِلّة: إذا كانت ألف (العباد) ألف عزّة، فإن ياء (العبيد) هي ياء الذلّة! وإذا كان غالب استعمال (عباد) في القرآن للمؤمنين، فإنّ كلمة (عبيد) في القرآن وردت وصفًا للكفّار والعُصاة. وردت كلمة (عبيد) خمس مرّات في القرآن الكريم، فقال الله تبارك وتعالى عن كفر اليهود: {لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ}.ننظر في الآيات الّتي ذكرت ياء الذلّة في (العبيد) فنجد أنّ التّعبير عن الكفّار بالعبيد يوحي بالذلّة والصَّغَار، لأنّ الياء جاءت وسط الكلمة منبطحة ملقاة بذلّة، فالكفّار أذلاء جبناء ضعفاء مهانون في حياتهم وأشخاصهم ومواقفهم، لا يريدون العزّة والرّفعة، ولا يشعرون بالكرامة والأنفة، تجدهم أحرص النّاس على حياة، وتراهم يذلّون أمام المتسلّطين الظّالمين، لذلك لازمتهم ياء الذلّة.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)