ص.لمين
وصل عدد الوفيات بمرض السرطان بولاية الجلفة خلال الشهر الماضي إلى أكثر من 45 حالة. وتتوزع الحالات في العديد من البلديات الشمالية والجنوبية، الأمر الذي كان وراء دق ناقوس الخطر من قبل جمعيات مهتمة وفعليات صحية أخرى اتصلت ب«البلاد"، مؤكدة في تصريحات متطابقة أن خارطة الانتشار تتسع من شهر إلى آخر، ومعها ارتفع عدد الوفيات خلال المدة نفسها.
قالت المصادر التي تحدثت ل«البلاد" أن هلاك هؤلاء المرضى يأتي تزامنا والوضعية غير السوية التي لا تزال تشهدها وحدة المعالجة الكيمائية التي تعيش على وقع نقص الأجهزة والمعدات اللازمة، وكذا العقاقير الطبية المهمة. وهي الوحدة التي جاءت ضمن أكثر من 168 وحدة جديدة موزعة على مناطق الوطن كان قد كشف عن إنشائها عمار تو حينما كان على رأس وزارة الصحة والسكان قبل أن يُنقل إلى وزارة النقل، مع العلم أن المصادر أضافت أن سرطان الثدي وعنق الرحم يتصدر الإصابة بالنسبة للنساء، وسرطان الرئة بالنسبة للرجال، ثم تأتي باقي الأنواع من سرطان الدم والقولون والمثانة والبروستات. كما تشير معلومات متوفرة إلى أن وحدة المعالجة الكيمائية التي تم تخصيص لها جناح بالمؤسسة العمومية الاستشفائية، مازالت تعيش على وقع الكثير من النقائص، وافتقارها إلى العديد من الإمكانيات، مما أعاق عملية دخولها الخدمة بشكل طبيعي. وتذهب المصادر إلى التأكيد على أن اعتماد هذه الوحدة، جاء فقط على خلفية اتساع رقعة الحديث حول اجتياح المرض بالولاية، مما جعل الوزير آنذاك يخصص وحدة للولاية.
وأكدت مصادر غير رسمية تحدثت ل«البلاد" أن عدد الوفيات بهذا الداء خلال شهر، تجاوز 45 حالة مسجلة في العديد من البلديات، على غرار بلدية عاصمة الولاية، حاسي بحبح، مسعد، البيرين وفيض البطمة، وعين وسارة، زيادة على بلديات أخرى. وأضافت المصادر أن عدد الحالات المحصاة التي تعالج على مستوى مركزي المعالجة بولاية البليدة أو العاصمة تضاعف مقارنة بالعام الماضي، وهو ما تؤكده سجلات جمعيات مهتمة بمساعدة المرضى مثل جمعية شعاع الأمل. وعلى الرغم من تحرك فعاليات عدة لنقل الصورة الحقيقية للوضع الراهن، إلا أن أطرافا عدة قالت إن جميع المحاولات باءت بالفشل، لكون ولاية الجلفة لم يتم النظر إليها بمنطق الأكثر تضررا، ولم يكن تحرك الجهات المركزية في مستوى العدد المتصاعد للمرض مع كل عام، بدليل أن التحرك الوحيد لوزارة الصحة انتهى إلى اعتماد وحدة بمستشفى الجلفة، بنفس منطق وحدات أخرى في ولايات عديدة لا تعيش نفس الوضع نفسه، أي أن الجلفة تم النظر إليها بالنظرة نفسها. وأكدت المصادر التي طالبت بإثارة عدد الوفيات الأخيرة، أن 45 حالة الأخيرة بعضها توفيت بالمستشفيات ومنها من توفيت في المنازل، مما يؤكد أن العدد المذكور هو على سبيل المثال لا الحصر. والثابت في الأخير في موضوع مرض السرطان بولاية الجلفة الذي أثير في أكثر من مرة، أن خارطة انتشاره تتسع من شهر إلى آخر، مع العلم أن سنة 2012 عرفت إصابة أكثر من 1000 امرأة وأكثر من 670 رجلا وارتفع عدد نقل المرضى بسيارة جمعية شعاع الأمل إلى مراكز العلاج بشمال البلاد، ليصل إلى 199 رحلة علاج.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/02/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : البلاد أون لاين
المصدر : www.elbilad.net