الجزائر

أكتفي بهذا القدر: برأس .. أو بغير رأس



أكتفي بهذا القدر: برأس .. أو بغير رأس
من السهل أن تستل سيفا وتجز رأسا .. ثم تضعها على كرسي خلفي .. أو تدفنها إن شئت .. لكن من الصعب أن تعثر على رأس جديدة على مقاس الجثة القديمة.. بحيث إذا وضعتها في مكانها.. انتشرت الروح في الجسد الميت.. فاستوى قائما.. يتكلم ويضحك ويمشي وينام.
فلصق الرؤوس على الجثث ليس كنزعها .. فالعملية بحاجة إلى جراح ماهر .. ووفرة في الرؤوس.. وغرفة عمليات معقمة بإحكام.. أما أن تجرى عملية قطع الرأس أمام الملأ .. ثم يكتشف أن القطعة البديلة غير جاهزة أو مفقودة .. فهذه مغامرة غبية.
فالذين استلوا مبضع الحجاج.. أمكنهم بلقطة سحرية إزاحة رأس بلخادم من مكانها.. لكنهم لم ينتبهوا إلى أن ملك الموت كان يجلس قريبا.. ولم يكن بحاجة إلى رخصة رسمية.. ولا مناورة علمية.. ليأخذ ما أراد.. كما إنه لا يراجع قوائمه.. ولا يمنح امتياز التمديد لأحد .. لقد تقدم في هدوء.. فأخذ الرأس الجاهزة ثم مضى.
الحاصل .. أن استئصال العضو (غير المرغوب فيه) تم بنجاح.. غير أن تركيب العضو البديل لم يتم.. بمعنى أن الجراحة فاشلة.. فرأس “بوحاره” رحمه الله.. لم تكن جاهزة لحساب جماعة الانقلاب العلمي.. ولا لمن يقف خلف الستارة السوداء.. لأنها كانت محسوبة دون علم أحد للعالم الآخر .. وأمست الجثة المحنطة بلا رأس .. وسقط حزب جبهة التحرير الوطني في المأزق!
العارفون بأمور هذا الحزب .. يقولون بغض النظر عن الرأس فإن الجثة في حد ذاتها غير قابلة للحياة .. وهي ترقد في حضن السلطة غائبة الوعي.. منذ نصف قرن.. وهي التي تمدها بالمسكنات من نوع المورفين فائق الفعالية.. فهل آن الأوان أن يدفن الميت.. برأس أو بغير.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)