أكتفي بهذا القدر : الابن العاقّ

لا أدري من جاء بالآخر إلى الحكم.. أهي النهضة جاءت بالجبالي.. ومسحت عنه غبار سنوات السجن.. وقالت له.. ثقتنا فيك كبيرة.. فأنت أهل لتمثيلنا.. ولا نجد من هو أجدر منك لدخول قصر الحكومة؟.. أم الجبالي.. جاء بالنهضة وأجلسها على الكرسي.. وقال لها احكمي.. لكن إياك أن تتفوهي بكلمة؟
ما نعلمه أن النهضة جاءت بالجبالي.. الذي كان أمينها العام.. وبفضلها أصبح رئيسا للحكومة.. ولولاها لقبع خلف الستار.. كما قبع وراء القضبان.. غير أن تصرفات الجبالي.. توحي بأن الرجل قد نسي من يكون.. ليفجر قنبلة في وجه الحزب الذي أسند إليه رئاسة الحكومة.. وتنكر لرئيسه.. ولماضيه.. وتحول إلى “ابن علي صغير”.. أي في طور التشكل.
***
نام الجبالي.. وعندما استيقظ على اغتيال شكري بلعيد.. قفز إلى الضفة الأخرى.. ووضع نصف استقالة على الطاولة.. مهددا حزبه.. إن لم ترضخوا لمبادرتي.. وتقبلوا بحكومة تكنوقراطية أختارها أنا.. وأتصرف فيها على هواي.. وليس لكم فيها نصيب.. فإني سأفعلها.. وأشهر النصف الباقي من الاستقالة!!
كان من الطبيعي أن ترفض النهضة انقلاب الجبالي عليها.. وتشهر سيف الشرعية في وجهه.. شرعية الحزب الفائز في الانتخابات.. وشرعية الإرادة الشعبية التي حسمت الأمر قبل ذلك.. وشرعية الثورة التي ترفض ميلاد ديكتاتور دائم أو مؤقت.
الآن.. وقد تغذت أحلام “جماعة بن علي” بالعودة إلى قصر قرطاج من بوابة الجبالي.. من يملك القول: ليس في الإسلاميين باعة ومشترون وصيادون وانتهازيون ومتسلقون وراكبو موجات انقلابية؟
استثنائية الجبالي أنه فعلها وهو في الأقمطة.. فماذا لو شب عن الطوق؟