أكاديمي جزائري لـ"إکنا": المخطوطات القرآنية تُوقفنا علی کثیر من التطور الذي حصل في رسم القرآن

الجزائر ـ إکنا: أكد أستاذ اللسانيات بكلية الآداب واللغات بجامعة "تلمسان" في الجزائر، "الدكتور عبدالقادر سلامي"، أن المخطوطات القرآنية تُوقفنا علی کثیر من التطور الذي حصل في رسم القرآن الکریم وإعجام ما کان مهملاً من حروفه طبعاً في مسار الأمة الإسلامية وتاریخها وتطورها.
المخطوطات القرآنية تُوقفنا علی کثیر من التطور الذي حصل في رسم القرآن
وأشار الى ذلك، الدكتور عبدالقادر سلامي؛ أستاذ اللسانيات بكلية الآداب واللغات بجامعة "تلمسان" في الجزائر في حوار خاص له مع وكالة "إکنا" للأنباء القرآنية الدولية.

وفيما يلي النص الكامل للحوار:

إلی أي مدى تتماشي المناهج الجدیدة في الدراسات القرآنیة مع متطلبات الإنجازات العلمیة الحدیثة؟

یمکنني القول في هذا الشأن: إنّ هناك نوعاً من الإخفاق المنهجي في هذه الدراسات بما توفره أو تتطلبه الإنجازات العلمیة الحدیثة؛ إذ تکاد تسير هذه المناهج في خط موازٍ قیاساً إلى إنجازات العلمیة الحدیثة المتاحة. علماً بأن هناك هرولةً نحو المناهج القدیمة التي تدعي الجدّة في الدراسات القرآنیة، وقد نُسجَت على أمثلة دراسات سابقة.

کیف تقیمون الإهتمام بإعداد وکتابة الموسوعات القرآنیة الموضوعیة في العالم المعاصر؟

هناك موسوعات حاولت أن تقف علی مضمون الآیات القرآنیة أو على غریب القرآن ومشکله ومجازه، اهتدت إلی طریقة في التبویب أقرب إلی الموسوعیات منها إلی کتب صغيرة أو متوسطة الحجم. ولکن هذه الموسوعات یحتکرها بعض الأفراد أو المؤسسات أحیاناً؛ لذا وَجَبَ التنسیق بین القیّمین علیها مع بقیة الأفراد الذین یؤلِّفُونَ بطریقه فردية للاطلاع علی ما أنجز في هذا المجال وإعداد موسوعات غير مكرورة المضامين.

كيف تقيمون مكانة الدراسات القرآنية في الدراسات الشرقية المعاصرة ومدى إهتمام الجامعات الغربية بالدراسات القرآنية؟

إنّ الدراسات الشرقیة التي عکست مکانة الدراسات القرآنیة موفورة إلی حدّ ما، مع ما یتطلب ذلك من مراجعات، توقفنا علی مدی التباین الحاصل بین هذه الدراسات.أمّا عن اهتمام الجامعات الغربیة بالدراسات القرآنیة فهو، في حدود علمي، دون المستوی المطلوب وأكاد أجزم بان مستوى هذا الاهتمام يظلُّ قاصراً خاصة وأنّ الأمر لم یتعدّ حدود ترجمة معاني القرآن الکریم، وهي ترجمات لاترقي في حقيقتها إلی مستوی ما یجب أن یکون علیه الاهتمام الغربي بهذه الدراسات.

ما هي أهم الأساليب والمناهج الجديدة في مجال تفسير القرآن الكريم؟

عمد کثیرٌ من الدارسین المحدثین إلی اعتماد مناهج یدّعون أنّها جدیدة فی مجال تفسیر القرآن الکریم. وهي مناهج أقرب إلی التفاسیر التي سار علیها الأوّلون مع اختصار للشواهد المعتمدة، واعتماد الشاهد القرآني الكريم أساساً واعتماد الشواهد الأخرى الذي يبيّن إلی أيّ مدی أن القرآن الکریم هو أعلی مستوی صوابيّ للغة العربیة.ولذلك نهیب بالدارسین المحدثین في المجال القرآني أن یعتمد کذلك الشواهد الأخری من حديث نبويّ شريف وشعر وحكمة، وما يجري مجراها، كونها مُفسّرة للکثیر من آیات القرآن الکریم بطریقة اللفظ وبطریقة المعنی.

المخطوطات القرآنية تُوقفنا علی کثیر من التطور الذي حصل في رسم القرآن
5- من الاتجاهات الأكثر تطورًا في الدراسات القرآنية الحديثة هي العنايةُ بالمخطوطات القرآنية، ما هو رأيكم؟

لا شك أنّ المخطوطات القرآنية تُوقفنا علی کثیر من التطور الذي حصل في رسم القرآن الکریم وإعجام ما کان مهملاً من حروفه طبعاً في مسار الأمة الإسلامية وتاریخها وتطورها؛ وعلی کثیر من المزایا التي اکسبتها شهرةً أو تميّزاً، حتى لا نقول شذوذاً، بها بعض المدارس، وإن كانت ما يزال بعضُها حبيس الرفوف سواء في خزائن الشرق العربي ومغربه وخزائن بلاد الغرب عموماً.على أنّ العنایة بهذه المخطوطات قرباً أو بعداً مجربةٌ للخير مغلاقةٌ للشرّ المُحدق بالحرف العربي وانتشاره قرآنياً.

6- ما هي أهم القضايا والمسائل التي أهملت أو تم إیلاء اهتمام أقل بها في المناهج الحديثة للدراسات القرآنية؟

إنّ من بين أهمّ القضايا والمسائل التي أهملت ولم تُولَ اهتماماً کبیراً في المناهج الجدیدة للدراسات القرآنیة الحدیثة هي القضایا التي تتصل بطبیعة هذا الکون الرائع، الذي كرّم الله تعالى الإنسان بأنْ جعله الله فيه خليفة، من نبات وجماد وبعض جوانب التدبّر وتجليات العرفان بالله تعالى في الدراسات القرآنیة، الأمر الذي ربما لم یکن به كبير عناية بالقیاس إلی إعجاز القرآن الکریم في المجال اللغوی والعددي وغیرذلك، الأمر الذي لایُعدم الفائدة من هذه الدراسات التي يجب أن تصل الإنسان بمحیطه بشکل عام، بما يعزّز علاقته بملكوت الخالق عزّ وجلّ في علاه.
أخبار ذات صلة
قائد الثورة الاسلامیة یصلی علی جثامین القادة الشهداء
أمريكا لاتريد أن تري عراقاً قوياً لأن ذلك لايخدم مصالحها
بدء توافد المشاركين بمسابقة القرآن الدولية في السعودية