عمال العالم أجمعون يحتفلون بيوم العمال متشبثين بشعار ماركس «يا عمال اتحدوا أو «اتخذوا» إلا عمال الجزائر.
ففي هذا اليوم يركنون في الدار كيوم مدفوع الأجر، فلا يخرجون في مسيرات منظمة أو عفوية، ولا يرفعون لافتات مؤيدة أو منددة أو كتب لا شيء فيها أي في دولة الله غالب!
يوم العمال بهذا الشكل والمضمون يشبه يوم العلم لكن بالمقلوب! فالجزائريون على المستوى الرسمي والمدرسي على الأقل يمجدون هذا اليوم ويرقصون ويغنون وينشدون ويتذكرون فيه مناقب العلامة الشيخ بن باديس باعث النهضة الفكرية الجزائرية لكنهم في باقي الأيام يمارسون الجهل على نطاق واسع ويتبجحون بتعميمه عكس تعميم اللغة العربية ولو كان رمزهم في الظاهر على الأقل ابن باديس، حاضرا بينهم منذ أعوام لقاموا ببناء جدار عازل يمنعه من فتح فمه، فهذا استهتار بالجزائر الواقفة أو بهتان سلفي جاء من غابر الأزمان أيام اكتشفوا النار.
والسلطة في كل الأحوال لا تحتاج إلى أفكار، أصلا العلم والعمل عماد أية دولة وبدونهما لا يمكن الحديث عن شيء مما تيسر من التقدم والتحضر ولو امتلأت خزائن الدار باليورو والدولار!
وأصحاب العلم أو معظمهم يجرون وراء كسب الشهادات باستخدام جميع أنواع الحيل والأساليب القذرة، فهي ميزان العلماء، وليس ما في أدمغتهم من معرفة.
وأصحاب العمل الذين ينامون في يوم الاحتفال به ويخرجون على طول العام في ساحات الشركات أو الشوارع للاحتجاج طلبا لتحسين الأجرة لرفع مستوى القدرة الشرائية والبطنية يتظاهرون في كل الأحوال بأنهم يعملون بالفعل،
وعندما تثبت مؤشرات رفع الأجور في عدد من القطاعات كالأسلاك الأمنية والوظيف العمومي وبعض الشركات الوطنية بأنها تصاعدت بشكل لافت للنظر، فإن ذلك يفترض أن يحفز هؤلاء على الخروج في أول ماي للاحتفال بيوم العمال بما كسبوا ومازالو يكسبون باسم خدمات ومجهودات وهمية وخيالية في معظمها.
كاعتراف أولا بفضل الحكومة عليهم، ولكي ينسجوا على منوال يوم العلم الذي يحتفلون به كيوم للتظاهر بأنه ثمة علم في الكراس أو في راس أشبه براس فكرون!
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 01/05/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : رضا بن عاشور
المصدر : www.elbilad.net