ثوار الزنتان (جنوب ليبيا) رفضوا في آخر لحظة تسليم نجل القذافي سيف الإسلام المحتجز لديهم منذ القبض عليه للسلطات القضائية في طرابلس لمحاكمته محاكمة عادلة ونزيهة ونظيفة نظافة الانتخابات عندنا!
فهؤلاء اشترطوا أن تقدم لهم الحكومة أجرة شهرية دائمة وغير منقطعة مثل شهرية مجاهدينا الذين يريدون توريثها أيضا لأبنائهم وربما لأحفادهم بعدما ورثوا لهم المناصب والمسؤوليات والاستفادات وتشكلوا فيما يسمى بالعائلة الثورية والحركية!
وزن وريث القذافي الأكيد في الحكم كما كان رسمه مطروحا، لولا الثورة الليبية التي أطاحت برأس النظام و(كرعيه) يبدو بالنظر الى طلبات الثوار زهيدا لايتعدى بضع دريهمات ودينارات، وهو في الحقيقة لايساوي شيئا مقارنة مع ما حمل أو نقل هو أو عائلته أو من ينوب عنهم إلى الخارج باسم الإستثمار الخارجي أو باسم هذه أموالنا ونحن أحرار فيها! بعد أن توزعت في الشتات وبات من العسير عدها وحسابها!
الموريتانيون يحتجزون صندوق أسرار القذافي عبد الله السنوسي الذي يقال إنه مر عبر التراب الوطني وتعاملوا معه على كونه صندوق أموات وليس حتى صندوق انتخاب ويشاع أن الليبيين الجدد عرضوا على نواكشوط إلغاء جميع ديونها تجاه طرابلس مقابل تسليمه ومع هذا لم يفعل الموريتانيون ذلك ربما في انتظار أن يسمن الكبش الأشعث لطلب مائة كلغ من الذهب الخالص عن كل غرام من وزنه!
والمصريون يحتجزون قذاف الدم ابن عم القذافي على خلفية أنه كان على خلاف مع العقيد. وهؤلاء لديهم حجتهم خاصة أن قذاف الدم عبارة عن صندوق ماس حقيقي بأموال تقدر في مصر وحدها ب40 مليار دولار أو مايساوي ميزانية دولة متوسطة الحال!
والتونسيون قد لايجنون من تسليم آخر رئيس للوزراء في عهد القذافي محمودي البغدادي إلا بضع عقود عمل وشيء من البترول المهرب في حين أن الجزائريين لايبغون مالا أصلا، لأن لديهم فائض أصبح كابوسا يؤرق مضاجعهم! وعندما تتحول عائلة مالكة إلى عائلة من ذهب وتملك مخازن في أمريكا وفي الطليان وتسطو عليها البنوك هنا كغنيمة حرب، يصبح موضوع حرّ المطلوبين بمن فيهم سيف القذافي نفسه بلا معنى، إذا لم يصحبه إرفاق بطلب ما نقلوه خارج البلاد، بعد أن يوزع بين الذئاب وقومه تحت سلطان المتابعة.
وهو درس مفيد لكل البلدان التي تشيع فيها الرشوة والفساد، ويكثر فيها مهربوها ولصوصها المحترفون والمحترمون!.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/05/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : رضا بن عاشور
المصدر : www.elbilad.net