تقرر مؤخرا بمبادرة جزائرية إنشاء ما يسمى بجبهة المواطنة ضد عودة الاستعمار إلى افريقيا ضمت 31 دولة إفريقية، وهي جبهة مدعوة لكي تكون في حالة يقظة، أي في وضعية الوقوف وليس الانبطاح للحفاظ على وحدة القارة واستقرارها.
وعندما يقول ممثل دولة مالي التي انشطرت إلى اثنين من دون تدخل خارجي بالتأكيد مثلما انشطرت السودان نصفين والحالة الليبية التي تدخل فيها حلف «النيتو» جوا لا يجب أن تتكرر، فإن ذلك معناه أن الثورات العربية وقس عليها الثورات الزنجية أو السمراوية إن حان وقتها، عبارة عن مؤامرة أمريكية وأوروبية! وحاشا للروس أو الشناوة أن يكونوا ضالعين فيها!
الاستعمار أنواع، أقدمه حين كانت الجيوش الغازية تحارب على الأرض كما هو حال أفغانستان الآن بعد أن تاهت بين كرزاي الماريكان وطالبان وشكلت كما يقول الانجليز دولة تنتمي للقرون الوسطى، وأكثر حداثة ما يعرف بالاستعمار الجديد وهدفه استغلال خيرات البلدان باستخدام كل أنواع الضغط ما عدا العسكر قبل أن تظهر الثورات العربية، وتصنف عند الأنظمة الديكتاتورية الافريقية على كونها من الاستعمار، ولو خرجت من جلدها!
هذه الأخيرة أي الثورات العربية تعتقد بأن ثوراتها قامت ضد ما تسميه بالاستعمار الداخلي أو استعمار الحكام وزبانيته ممن أعادوا إلى الأذهان أيام الكولون ولو أن ممثلا عنها شهد المبادرة لاقترح تسمية جبهة المواطنة ضد عودة الاستعمار إلى اسم تحصين المواطنة فتحصين هذه الأخيرة يتركها تمارس حقوقها في اختيار الحكام والنظام السياسي والاقتصادي وهو الضامن الوحيد لاستقلال تلك البلدان المتخوفة من عودة أمثال جيرار وميشال، مع أن الباشغا بوعلام أكثر لؤما وهو من أولاد الحرام! ودون ذلك قد يتحالف مع الغزاة إن هم نفذوا غزوهم نكاية في الحكام كما هو حال عدد كبير من العراقيين مع رئيسهم صدام، وهو ما يرجح أن تنتهي جبهة المواطنة هذه إلى ما انتهت إليه جبهة الصمود والتصدي التي حاولت أن تتصدى أيام بومدين والقذافي والأسد وصالح لاتفاقيات كامب ديفيد، قبل أن تموت على مراحل ويذهب كل هؤلاء في خبر كان ولا يبقى إلا الأسد الشبل كمثل بارز يحصن شعبه بالمدافع ويجري جيشه مناورات استعدادا لغزو لم يأت وهو يعلم بأن حربه مع الداخل ومع بعض أهله الرافضين مبدأ قابلية الاستعباد، وليس قابلية الاستعمار.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/07/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : رضا بن عاشور
المصدر : www.elbilad.net