الجزائر

أقنعوا رجال أعمال، نجوم ورياضيين لتمويل مشاريع ضخمة "ناس الفايسبوك" ينوبون عن الدولة في مساعدة منكوبي الثلوج



أقنعوا رجال أعمال، نجوم ورياضيين لتمويل مشاريع ضخمة
حمل عدد من الشباب على عاتقهم مسؤوليات تفوق سنهم وإمكانياتهم بأشواط، وطرحوا أحلامهم الكبيرة، ومبادراتهم لإنقاذ المنكوبين على صفحات الفايسبوك، وعرضوا أفكارهم الجريئة في تشييد مشاريع ضخمة، لإنقاذ أرواح كاد الثلج والصقيع أن يحصداها بعدما حرصوا على طي صفحة إمكانية تحمل المسؤولين لهذه المهمة الإنسانية. أعلن مجموعة من الشباب الناشط عبر الفايسبوك عن تجنده لمساعدة ضحايا الأحوال الجوية وتوعية الناس بضرورة التكافل، لتجاوز محنة البرد والجوع، بمساعدة العائلات المتضررة بالألبسة والأغطية وقارورات الغاز، التي أثارت جشع التجار وطمعهم برفع أسعارها إلى مستويات قياسية. أثارت التقارير الإعلامية، التي تنشرها الصحف وتبثها المحطات الإذاعية الجهوية عن معاناة المواطنين في القرى والمداشر النائية مشاعر بعض المواطنين والشباب، الذين لم تهزمهم الظروف الاجتماعية للتعاضد مع إخوانهم الذين يعانون الأمرين في ظل العزلة الكبيرة، التي فرضتها عليهم الثلوج. ووصلت معاناة بعض العائلات بقسنطينة وبجاية وتيزي وزو، لدرجة التشرد بعد أن تهاوت بناياتهم المهترئة بسبب الكميات الكبيرة للأمطار والثلوج، ليجدوا أنفسهم بالشارع يقتاتون على وجبات يقدمها محسنون، ومن أسعفهم الحظ ومازالت بناياتهم تقاوم يفتقدون إلى الأفرشة والأغطية والألبسة التي تبللت دون أن يجدوا البديل عنها. من ناحية الغذاء، ورغم أن المواطن في هذه الأجواء الباردة يكون في أمس الحاجة إلى وجبة ساخنة تمنحه الإحساس بالدفء وتساعد جسمه على المقاومة، تعاني الكثير من العائلات الجوع لعدم وصول المواد الغذائية إليها بعد أن أغلقت الكميات الكبيرة للثلوج الطرق المؤدية إليها، ومن أسعفها جيبها، لاقتناء الضروريات كثيرا ما تضطر إلى تناول وجباتها باردة لغياب قارورات الغاز التي غابت كلية أو قفزت أسعارها إلى درجات خيالية، حيث تجاوزت أسعارها في بعض المناطق 2500 دج. وأكدت بعض العائلات أن الماء غاب كلية عن بيوتها، بعد أن تجمد في أوانيه ولم يجدوا مصدرا حراريا لتذويبه بقصد الشرب، فما بالك بتنظيف الأبدان والملابس وحتى البيوت، واضطرت عائلات أخرى إلى إرضاع أبنائها حليبا باردا، ليظل بعضهم يتضور جوعا بسبب رفض تناوله. وموازاة مع تحرك شباب “نات”، سيما مع الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها، أخذت المحطات الإذاعية الجهوية بالولايات المتضررة زمام المبادرة من التلفزيون الجزائري، الذي تعود على تنظيم ما يعرف بـ”التليطون”، حيث فتحت أبوابها وخطوطها الهاتفية، لتجميع المساعدات للعائلات المتضررة، وتمكنت مبادرتها الخيرية من تكفل عدة عائلات ميسورة بإيواء عائلات بدون مساكن طوال فترة الشتاء، فضلا عن تجميع مساعدات عينية ومالية. “الدنيا بخير” لأشخاص بدون مأوى نظمت المجموعة الخيرية الإلكترونية “الدنيا بخير” حركة تضامنية مساندة للأشخاص بلا مأوى بمختلف شوارع العاصمة، بعد سكوت السلطات المعنية عن التكفل بهذه الشريحة المهمشة في المجتمع والتي امتلأت بها شوارع العاصمة من أجل مؤازرتهم في هذه الأزمة المناخية الحادة التي جعلتهم حالتهم المعيشية من أكبر المتضررين منها، وذلك منذ بداية موجة الصقيع التي تعرفها مختلف المناطق الجزائرية على غرار العاصمة. كما كثفت نشاطها في العاصمة خلال الثلاثة أيام الأخيرة من خلال تنظيم خرجات يومية تنشطها عدة مجموعات تتكون كل منها من 10 إلى 15 شابا متطوعين تجوب أحياء العاصمة على غرار باب الوادي وساحة الشهداء خلال يوم كامل، مزودة بمواد غذائية وأغطية تساندهم في مجابهة البرد القارس، كما هناك فرق أخرى تعمل في الفترة المسائية وإلى غاية ساعات متأخرة من الليل بهدف التمكن من العثور على أكثر المتضررين من رداء الطقس. وحسب أحد الناشطين في هذه المجموعة فإن الإعانات تجمع بين عناصر المجموعة الذين يزيد عددهم عن المائة نفر، تجندوا من أجل نشر ولو ابتسامة على أوجه أشخاص أخرجتهم الظروف من بيوتهم. وتواصل مجموعات أخرى تعارفت على الفايسبوك في تبني حملات مساعدة المنكوبين على غرار مجموعة “خليها على ربي وعيش مربي”، “لا تكن حائر فأنت في الجزائر”، “صوت البلاد” وغيرها كثير تجند لمهمة إنسانية تعبر عن روح التضامن التي يتمتع الجزائريون. رحلة الألف ميل لتشييد مركز لمعالجة المدمنين بالمدية وفي سياق متصل، تحمّل مجموعة من الشباب مسؤولية تشييد مشاريع ضخمة نيابة عن المسؤولين، وتبنوا المشروع الذي برزت ملامحه أخيرا بعدما كان مجرد فكرة تقاذفها الشباب على صفحات الفايسبوك، وأصروا على تجسيد مصح نفسي  على أرض الواقع رغم صعوبته ومجمل العراقيل الإدارية التي صادفتهم ولا تزال تصادفهم، إلا أن تسلحهم بالإرادة جعلهم يقهرون الصعاب ويرضخون أولياءهم الذين وقفوا مدهوشين أمام ما يؤمنون به قبل أن يفاجأ بهم آخرون ممن عقدت الدهشة لسانه، ويباشروا رحلتهم في إقناع الشباب أمثالهم بأهمية ما يحلمون بتحقيقه والفائدة التي تعود على الجزائر التي كانت سببا في تبلور الفكرة. وكانت البداية مجرد اقتراحات بين ثلاثة شباب هم إسماعيل، سمية، وياسر، الذين لم تتجاوز أعمارهم 28 سنة، سرعان ما انتقلت إلى سبعة آخرين آمنوا بإمكانية كسر الحواجز التي عجز السياسيون عن تخطيها، وقسموا المهمات بحيث تمكنوا أخيرا وبالاستعانة بخبراء ومختصين من وضع تصميم كامل للمركز الصحي والذي من الممكن أن يستوعب 200 سرير مجهز بأحدث المعدات أطلقوا عليه اسم “الجزائر بخير”، وتحصلوا على وعود قالوا إنها جدية بتمويل المشروع الذي لا يفصلنا عن تحقيقه إلا أشهر في ظل الإقبال الكبير الذي حظي به من طرف متصفحي الفايسبوك والذي يقوده نجوم جزائريون يحظون بالشعبية. وقد أعلن كثير من الفنانين تضامنهم مع مبادرات ناس الفايسبوك الذين باشروا بحملات لمساعدة المنكوبين، ولم ينتظروا تدخل السياسيين وحتى ممثلي الأحزاب المنشغلين في الفترة الحالية بالتشريعيات المقبلة، ولم يكلفوا أنفسهم حتى عناء استغلال الوضع في إطار حملتهم الانتخابية. فاطمة. ح/ حسيبة. ب/ فيروز. د


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)