بدأت الثقافة السينمائية وسط المجتمع الجزائري، تستعيد عافيتها بعد الاهتمام الخاص الذي مُنح لهذا الفرع، من خلال عرض أفلام جديدة وحصرية مواكبة لنفس تواريخ عرضها في أكبر صالات السينما العالمية، وهو ما أعاد الشباب، وحفّزهم على التوافد الكبير على صالات السينما في العاصمة، للاستمتاع بالأفلام الجديدة التي تُعرض لأول مرة بصوت وصورة عالية الجودة.بعد الانتقادات العديدة التي طالت هذا المجال من طرف المخرجين السينمائيين عربا، وجزائريين بشكل خاص، بادر القائمون على هذا القطاع في محاولة لإعادة الروح للصالات السينمائية التي كانت أغلبها مغلقة، أو تعرض أفلاما قديمة فقط، وذلك من خلال مواكبة العالمية في حصرية عرض الأفلام، حتى تلك المصنفة رقم واحد في العروض السينمائية، أو ما يُعرف ب "بوكس أوفيس"، سياسة أثارت، وبشكل كبير، مختلف الفئات العمرية من المجتمع؛ أطفالا، وشبابا وحتى كبار السن، للاطلاع على برامج تلك القاعات، التي تؤمّن في كل مرة، أذواقا مختلفة من أفلام مخصصة للأطفال وأخرى للعائلة، وأفلام الرعب، والحركة، والضحك والمغامرة وغيرها، حيث أعاد أصحابها حب السينما إلى العائلات الجزائرية، التي كانت لديها بعد فترة الاستقلال مباشرة، ثقافة واسعة في زيارة قاعات السينما التي كانت العاصمة تَعد منها العشرات.
وفي هذا الصدد قال "س. مأمون"، قائم على إحدى قاعات السينما بالعاصمة، إن الاهتمام بالثقافة السينمائية في المجتمع العربي وفي الجزائر على وجه الخصوص، أمر بالغ الأهمية، والتي لا بد من حضورها في المنظومة التربوية، لدورها الكبير في تنمية الفرد، فالسينما، حسبه، "ليست مجرد هواية، بل هي ثقافة مثلها مثل المسرح، والتي لا بد أن يولَى لها اهتمام خاص، "على اعتبار أن لها دورا كبيرا في الدفع بعجلة الاقتصاد من جهة، والترويج السياحي من جهة أخرى"، فيما تبقى زيارة المتاحف، والمسرح، والأوبرا، وقاعات السينما تتربع على عرش اهتمام بعض السياح خلال زيارتهم لدولة معيّنة، إذ تُعد من مناطق الجذب التي تزيد من روعة المدينة، وتعطيها اهتماما خاصا، لا سيما عند مواكبة تلك الصالات أحدث العروض السينمائية بصفة آنية مع باقي القاعات عبر العالم.
وتأسف المتحدث قائلا: "لم يعد لدينا وعي، للأسف، بأهمية الصورة السينمائية! وليس هناك إرادة حقيقية لدعم الثقافة السينمائية! والدليل أن كل المؤسسات التعليمية والتربوية لا تدرّس الفنون بشكل عام، والفن السينمائي بشكل خاص"، مشيرا إلى أن عرض الأفلام الجديدة "أمر إيجابي، لكن غير كاف"، إذ يبقى، حسبه، عدد القاعات قليلا جدا، ومرتكزا، بشكل خاص، في العاصمة ووهران وبعض المدن الكبرى الأخرى، مواصلا: "هذا غير كاف إذا ما انتشرت حقيقة تلك الثقافة وسط شباب الجزائر بشكل كبير". وأضاف المتحدث أن تنامي الوعي السينمائي عند المواطن، سيدفعه للذهاب إلى القاعات السينمائية، وهذا سيشجع، بشكل مباشر، منتجي الأفلام الجزائرية، وسيقود إلى التنافس بين المخرجين، كما سيخدم، في نهاية المطاف، الإبداع السينمائي الجزائري، الذي لايزال ينحصر إلى حد الساعة، في إنتاجات خلال الشهر الفضيل فقط، أغلبها مسلسلات لا تتعدى حلقاتها 30 حلقة، فالاهتمام بهذا المجال، يؤكد، يستدعي، أيضا، العمل بالشراكة بين السينمائيين والأدباء من أجل تطوير الكتابة السينمائية، وتجاوز إشكالية ضعف السيناريو في الفيلم، والخروج قليلا عن المألوف، لمعالجة أصناف سينمائية جديدة وليس فقط قضايا اجتماعية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/02/2022
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : نور الهدى بوطيبة
المصدر : www.el-massa.com