90 بالمائة من الأطباء الجزائريين في الخارج بفرنسا كشف رئيس عمادة الأطباء، الدكتور محمد بقاط بركاني، أمس، بأن دعوة كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية في الخارج الأطباء العاملين في فرنسا، إلى العودة من أجل تسخير الكفاءات الجزائرية لإنشاء أقطاب في عدة تخصصات طبية، لا يمكن أن يكون إذا لم توفر الشروط اللازمة.
حذر الدكتور محمد بقاط بركاني من استمرار هجرة الأطباء نحو فرنسا في الوقت الذي سجلت فيه عمادة الأطباء الفرنسية 5 آلاف طلب لطبيب جزائري.
وأوضح المتحدث بأن كاتب الدولة حليم بن عطا الله، مطالب بإحصاء الأدمغة الطبية في فرنسا، أولا، وتوفير شروط ملائمة بالاتفاق مع وزارة الصحة ووزارة العمل من أجل تمكينهم من نقل الخبرات الكافية في أحسن ظروف.
وأضاف الدكتور محمد بقاط بركاني في تصريح لـ''الخبر''، بأن الأرقام المقدمة من طرف عمادة الأطباء الفرنسية مخيفة، وتؤكد استمرار هجرة الأطباء الجزائريين نحو المستشفيات الفرنسية. وأشار إلى أن ''5 آلاف طبيب جزائري طلبوا التسجيل في عمادة الأطباء الفرنسية، 80 بالمائة منهم من الأطباء الأخصائيين''.
ونبه المتحدث إلى ''أن عمادة الأطباء الفرنسية رفضت تسجيل عدد منهم، بسبب عدم مطابقة الشهادة الجامعية المتحصل عليها في الجامعة الجزائرية مع نظيرتها في فرنسا، في حين تمكن آخرون من إجراء دراسات وتربصات إضافية لمعادلة الشهادات''. واعتبر رئيس عمادة الأطباء بأن ''أسباب هجرة الأدمغة الطبية، تتمثل أساسا في أن وضعية الممارسة الطبية في الجزائر لم تعجبهم، خاصة في القطاع العمومي''. وتضاف إليها ظروف التكوين غير المشجعة وضعف الأجور، وتحسنت وضعيتهم بالعمل في أهم المستشفيات الفرنسية، إلى أن أصبح عدد منهم من رؤساء مراكز البحث والمصالح الطبية المتخصصة.
ونبه الدكتور بقاط بركاني بأن ''هناك فوارق بين الطب الأوروبي والجزائري ويبقى البحث عن التكامل والتعاون ضروريا، وحتى يعمل الأطباء الجزائريون بصفة مؤقتة في الجزائر يجب أن توفر عدة شروط، أهمها قبول زملائهم في القطاع العمومي وكيفية الاندماج''.
واستغرب المتحدث أن يتم التعامل مع الأطباء الجزائريين في الخارج بطريقة غير لائقة، حيث لا يتم تمكينهم من الأجر والمقابل المادي عند تقديم الخدمة في الجزائر، في الوقت الذي يتم فيه دفع المبالغ المالية معتبرة للأطباء الأجانب في حالة قدومهم إلى الجزائر.
واعتبر المتحدث بأن 90 بالمائة من الأطباء الذين هاجروا نحو الخارج أغلبهم مستقرون في فرنسا، في حين أن أغلب الأطباء الذين هاجروا إلى كندا يعملون كسائقي سيارات أجرة. ويجب أن يتم تنظيم ''ندوة بالجزائر تطرح فيها كل الإمكانيات وظروف الاستقبال والتكيف مع المشاكل الجزائرية واستعداد المسؤولين للتعامل مع الوضع''.
وكان كاتب الدولة المكلف بالجالية الوطنية اجتمع بالأطباء الجزائريين الناشطين في منطقة العاصمة الفرنسية باريس لمناقشة الرؤى وسبل التقارب بين الأطباء الجزائريين الناشطين بفرنسا ونظرائهم بالجزائر لتسخير الكفاءات الجزائرية لإنشاء أقطاب في عدة تخصصات طبية.
وذكر الأطباء بأن هناك ''مشاكل تعترضنا لدى تنقلنا إلى الجزائر وعدم إيجاد آذان صاغية من قبل الإدارة المحلية''. وقال الأطباء الأخصائيون في أمراض القلب ''نحن مستعدون لمساعدة بلدنا ولكن لا يمكننا مواصلة سياسة الترقيع والانتقال إلى الجزائر على حساباتنا الخاصة، نأمل أن نعمل في إطار اتفاق إطار حتى يكون العمل أكثر فعالية وفي جو من الهدوء''. وبالنظر لعدم وجود أي ظروف من هذا القبيل، فإن عودة الأطباء الجزائريين، المقدر عددهم بالآلاف، يبقى شبه مستحيل، على حد تعبير الدكتور محمد بقاط، كما هو الحال لتقديم المساعدة للمستشفيات الجزائرية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 28/11/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: زبير فاضل
المصدر : www.elkhabar.com