تتألق مريم سي أحمد، صاحبة 14 ربيعا، على المسرح حين تعتلي خشبته للعزف أو الغناء، فتخطف بحضورها المتميز، وتأسر ببراءة صوتها العذب قلوب الحضور الذين لا يجدون سبيلا إلا الإصغاء جيدا للحن تلك الفتاة. التقت "المساء"، على هامش الاحتفال بتفوق الأطفال المرضى بالسرطان الذي نظمته جمعية "أمل" مؤخرا، بالصاعدة التي توعد موهبتها في الغناء والعزف على آلة البيانو بمستقبل فني ومسيرة مهنية رائعة، حيث كان لنا معها حوار نصوغه لكم في هذه الأسطر.عرفينا بمريم سي احمد؟— أنا فتاة أستعد لاجتياز شهادة التعليم المتوسط هذه السنة 2016/ 2017، أنتمي إلى عائلة فنية خرجت منها العديد من الوجوه الفنية. لقد ترعرعت في جو عائلي منحني تلك اللمسة الفنية، ولعل أبي أول من ألهمني ذلك الحب والعشق العميق لما أقوم به اليوم. كنت مصابة بالسرطان وبفضل التشخيص المبكر قبل أربع سنوات تلقيت العلاج وشفيت منه، واليوم الحمد لله تمكنت من اجتياز تلك المرحلة وأعيش حياة هنيئة مثلي مثل بقية الأطفال من سني.كيف تمكنت من البروز في العالم الفني وقمت بتطوير مهاراتك رغم معاناتك مع المرض؟— لم يكن الأمر سهلا، لقد تألمت كثيرا، إلا أنه بمساعدة أهلي ومساندتهم لي، وبفضل الأطباء وكذا الأساتذة نجحت في تلقي كل ما أحتاج إليه للصمود والسير قدما في حياتي، رغم صغر سني، طموحي كان كبيرا لتعلم العزف والغناء، فأصبحت أسعد لحظات حياتي تلك التي أقضيها أمام البيانو، أو أثناء الغناء أو عندما أعتلي خشبة المسرح في بعض المناسبات والاحتفالات التي أنشط جزءا منها رفقة مجموعتي من باقي العازفين.كيف تعلمت العزف على البيانو؟— بدأت العزف على البيانو منذ كان عمري 6 سنوات، بفضل أبي الذي سجلني في إحدى الجمعيات الفنية الأندلسية ببلدية بوفاريك، تعلمت حينها الصولفاج، وانطلقت في ذلك العالم بحب قوي، كنت أحب ما أقوم به. تشجيع أعضاء الجمعية دفعني إلى الاجتهاد أكثر للتعلم والتفوق فيما أقوم به. بعد فترة ارتأى أبي الذي كان عازف قيثارة سابقا أنه لابد أن أطور مهاراتي وأضفي عليها أساليب جديدة، الأمر الذي دفعه إلى الاستعانة بأستاذ شخصي عازف بيانو مختص في الآلات الوترية، حينها بدأت أخصص ساعات طويلة بعد الدراسة لتعلم العزف، وكنت أمضي وقت فراغي في البيت أمام البيانو لتحسين أدائي.كيف تستطيعين التوفيق بين الغناء والعزف في آن واحد؟ذلك تطلب مني تدريبات كثيرة، فانتمائي لجمعية الأندلس أعطاني الفضل في تحسين أوتاري الصوتية، تعلمت الغناء والتلحين والتحكم في الصوتي، لم يكن الأمر هينا حين أحاول العزف والغناء في آن واحد، إلا أنني نجحت في تحقيق ذلك بعد مدة من التدريب المكثف.هل سبق أن شاركت في احتفالات وطنية أو دولية؟— نعم سبق أن شاركت في احتفالات وطنية رفقة أوركيسترا الجمعية، شاركنا في مسابقة صنعة، مهرجان العروبي، وغيرها من المناسبات الوطنية، كما شاركت أيضا في مهرجان بالمغرب.إلى ماذا تطمح مريم سي أحمد مستقبلا؟— أتمنى أن أكون نجمة مشهورة، أعتلي المسارح العالمية، أطمح أن أكون مغنية بارزة في الغنية القبائلية وأن أوصل صداها إلى العالم أجمع، هذا لن يمنعني من إتمام تعليمي ودراستي والتفوق فيها لبلوغ المستوى الأعلى في الجامعات، وعن مستقبلي المهني لم أفكر بعد فلا أزال صغيرة، طموحاتي قادرة على أن تتغير بين سنة وأخرى، وفي انتظار تغيير أهدافي أطمح في النجاح في كل ما أقوم به والتوفيق بين دراستي وحب الفن والغناء والعزف على البيانو.لقد ذكرت أنك تحبين الأغنية القبائلية، من هو فنانك المفضل الذي يلهمك أداؤه؟— إنه الفنان إيدير الذي أحبه كثيرا، فبفضله أصبحت الأغنية القبائلية مشهورة، أحب ترديد أغانيه التي أشعر بالراحة التامة عند أدائها، فهي تثير أحاسيسي، كما أحب الفنانة آمال إبراهيم جلول، لأنها مزجت بين أغاني إيدير وأغاني الفنان الفرنسي سوبرانو، فنجحت في ابتكار مزيج رائع.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 18/09/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : نور الهدى بوطيبة
المصدر : www.el-massa.com