الجزائر

أصبح من العلماء بدعاء الأم



أصبح من العلماء بدعاء الأم
قبل عدة عقود من السنين (أيام الجوع والمرض والفقر) أصيب طفل بداء الجذري الذي كان منتشراً في تلك الأيام والذي كان لا يمكن علاجه في ذلك الزمن، وكان أهله لا يملكون إلا أن يصبروا ويحتسبوا ما أصاب ابنهم.وفي أحد الأيام لاحظت الأم أن ابنها يمشي وهو ممسك بجدران الغرفة حينها أدركت الأم الحنون أن الجذري قد أصاب بصر ابنه وقرة عينها وفلذة كبدها، وكانت الأم تستند إلى عقيدة صافية وإيمان قوي وراسخ فما جزعت ولا صرخت ولا تسخطت بل حمدت الله وأثنت عليه ثناء عطراً وذهبت وتطهرت وتوجهت إلى مصلاها وصلت لله ركعتين أطالت سجودها وهي تقول يارب إذا عميت بصره فلا تعمي بصيرته اللهم فقه في دينك واجعله من حفظة كتابك وأطالت الدعاء والبكاء بين يدي الله وهي تتذلل وتتوسل لرب العالمين وأرحم الراحمين ألا يخذلها وأن يستجيب دعاءها ..نشأ الطفل وترعرع في كنف أمه الصبور الشاكرة فحفظ القرآن الكريم كاملاً وهو دون العاشرة وبدأ في حفظ كتب الحديث والتفسير ومتون الفقه والسيرة..وأظهر نبوغاً غير عادي حتى أصبح عالماً من كبار العلماء المعروفين بل أخرج الله من صلبه أربعة من حفظة كتاب الله أصبح أحدهم أيضاً مثل أبيه من كبار العلماء الذين يشار لهم بالبنان .. وهو الآن حي يرزق وقد رحل والده إلي بارئه وقد ترك سيرة حميدة وذرية صالحة وعلماً نافعا بفضل ثم بفضل دعوة تلك الأم الصابرة المحتسبة التي صدقت الله فصدقها ولم تيأس من رحمته وكرمه وفضله فعوض الله صبرها وجعل ابنها خيراً من كثير من المبصرين فالحمد لله على نعمه وفضله ..




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)