لقد تشبث أهل الجزائر بالفقه المالكي عبر العصور أعظم تشبث حتى عم كل القطر من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه ـ إلا ندرة ـ لا تذكر من فقه المذاهب السنية الباقية، وقلة من الفقه الإباظي بوادي المزاب.. وهذا الانتشار للفقه المالكي في الجزائر جعل كل تأليف فيه في أي مخطوطة إلا ونجد لها نسخة أو نسخا كثيرة منها، حتى لقد أصبحت السوق الرائجة في الحواضر الجزائرية في الكتب هي سوق المخطوطات عامة وسوق مخطوطات الفقه المالكي خاصة، بل أصبح الناس يقدمونها كأعز هدية لأعز حبيب أو قريب، فكثرت التآليف والتصانيف فيه، وكثر النسخ والنساخ وما أخطوه بأيديهم، حتى أصبح لا يوجد موضوع يشغل بال الناس في مجال العبادات والمعاشات المستجدة من حيث الأحكام الشرعية إلا وقد طرحه الفقهاء للبحث والدراسة والتأليف، ثم التخطيط والمخطوطات في كل مكان وفي كل زمان.. فما موقع الفقه المالكي من سائر الفقه في العالم؟ وما موقعه في نفوس أهل الجزائر وتشبثهم به؟ وما هي مكانة مخطوطاته بين سائر المخطوطات الأخرى عند أهل الجزائر؟ وما هي المحاور الكبرى للتأليف فيه؟ وما هي المواضيع الأكثر اهتماما من طرف الفقهاء تأليفا وتخطيطا؟ وما مدى انعكاس النوازل على الناس على التأليف فيه ثم في مخطوطاته؟
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 05/02/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - أحسن زقور
المصدر : الإحياء Volume 11, Numéro 1, Pages 186-208