الجزائر - Labiod Medjadja

أشراف ـ شرفاء ـ مجاجة أشراف ـ شرفاء ـ مجاجة



ليس أشراف مجاجة بالمغمورين أو مجهولي النسب فالقوم معروفون مبجلون في رقعة شاسعة تمتمد من شرق الجزائر العاصمة إلى غرب مستغانم، و ليس موضوع نسبهم وليد أطروحة أو بحث حديث فهم معروفون به منذ القدم بين سكان هذه المناطق، وكان الناس قديما إذا أرادوا أن يقصدوا البيت الحرام قصدوا مجاجة أولا يقولون:" نمر بأبناء النبي قبل زيارة روضته الشريفة" كما تتوارث كثير من العائلات مشجرات أنسابها أبا عن جد، بل إنه كان وما زال يدرس في الزوايا هناك، مؤسسو مجاجة أنفسهم ألفوا في أنسابهم فلأبي علي بن الحسن المجاجي بهلول " العقد النفيس في بيان علماء وشرفاء غريس" وهو مخطوط ألف أواخر القرن السادس عشر الميلادي ... وتتوارث كبرى العائلات عشرات من مخطوطات الكتب المختصة في الأنساب.

مجاجة: اسم المكان وليس اسم ساكنيه ... يقطنها خليط من الناس الأشراف فيها عائلات معروفة وهم شديدو الحفاظ على أنسابهم يعرفون بسمتهم وسماتهم فهم من أحسن الناس وجوها وأخلاقا ومن أطيبهم نفوسا أما الباقي فمزيج من العرب الهلالية وعرب الأندلس.

اسم مجاجة ليس بربريا ولم يكن القاطنون بها من البربر أيام قدوم الأشراف الأدارسة إليها، فشمالي ما هو حاليا مدينة الأصنام/ الشلف تعرض للغزو الهلالي قرونا قبل ذلك وكانت العطاف منطلق الاجتياح لذلك تجد أسماء كل ما يليها من مناطق عربية .. وادي الفضة، أم الدروع، مجاجة، أولاد فارس ... بينما مناطق الجنوب وأقصى الشمال بربرية الاسم إلى اليوم .. سنجاس، تمدرارة، تسيغاوت،،، الخ
وقد أخبرني بعض الكبار أنها سميت بذاك لاعتقادهم أنها تمج الباطل أي تلفظه ، لكن أغلب الظن أنها سميت مجاجة لوفرة مياهها - المجاجة الأرض الوافرة مياهها- وقد درج الناس على تسمية المناطق بأوصافها.

الشرفة ـ مدينة في الشلف ـ مثلا كل مكان عال و الفيضة كل مكان يغمره الماء و الظهرة كل تلة ظاهرة على غيرها ... الخ وأسماء الأماكن تتكرر عشرات المرات في مناطق مختلفة دون أن يعني ذلك شيئا من الصلة بينها ومجاجة علم بمصر أيضا.
بعض مواضع مجاجة تحمل من الأسماء ما لا يعلم معانيها سوى أهل البحث والاختصاص في العربية مثل يرمول .. ومعناها الخوص أو الدوم بالدارجة وهي منطقة عرفت بالخوص لذلك لقبوا من سكن تلك الأنحاء بالدوايمية .
أود أيضا الإشارة إلى ما بعض ما ذكر عن مجاجة من تعاون مع الاستعمار وغيره.

قدم جيش الاحتلال الفرنسي إلى المنطقة عام 1843 .. وهي السنة التي دمر فيها الدوق دومال العاصمة المتنقلة للأمير عبد القادر في طاقين قاضيا بذلك على كل موارده و معظم قواته مضطرا إياه للتراجع إلى حدود المغرب الأقصى... لم يكن استسلام الأمير بعدها سوى مسألة وقت قصير و قد تم ذلك سنة 1847،
منطقة مجاجة مشهورة بالعلم وبالجهاد كان لأهلها باع طويل في جهاد الغزاة الإسبان و كانت العمود الفقري للثورة التحريرية في منطقة الأصنام/ الشلف و زيارة واحدة إلى مديرية المجاهدين في الولاية تكفي لاكتشاف النسبة العالية من المجاهدين و الشهداء من أشراف وعرب مجاجة، وقد عانى أهلها الأمرين جراء ذلك ،أما وجود بعض الأفراد القلائل ممن باعوا ذممهم للمحتل وجاروا على أهلهم قبل غيرهم فلا يشين المنطقة ولا أسماء عائلاتهم فمثل ذلك يحدث في كل مكان وزمان ..
كان القاضي السايح سي هني حقا ظلوما جائرا وقد بدأ بأبناء عمومته السوايح فجردهم من ممتلكاتهم وأجلاهم عن ديارهم و أرضهم وهم إلى اليوم يحملون ذكرى سيئة عنه ويغاضبون أبناءه ، ونفس الشيء يقال عن آل بوطيبة أغلبهم كانوا مستضعفين في الأرض كعموم أهل مجاجة الذين نالهم ظلم عظيم على أيدي المحتل وأعوانه ولا حول ولا قوة إلا بالله


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)