يعد الالتفات مبحثا هاما إن لم نقل محوريا لأنه يقع في مركز تقاطع علوم عدة هي النحو والبلاغة والتفسير والاستدلال وعلم الكلام وغيرها، لكن هذا المبحث لم ينل حظه من العناية لسبب ابستمولوجي إذ " من الملاحظ عبر التاريخ أن علاقة البلاغة بالعلوم المجاورة علاقة معقدة فهي – أي العلوم المجاورة – تمد البلاغة بالعتاد الذي تحتاج إليه حين تكون للبلاغة سلطة وهيبة، وتستفيد من هذه البلاغة في حل معضلاتها الخاصة كل في مجاله، ولكنها ما إن تحس منها بخلل، أو وهن، حتى تبادر إلى الاجهاز عليها، والاستلاء على أطراف من أراضيها..."1 ويبدو أن الالتفات قد عانى مما عانت منه البلاغة وهي العلم الأم الذي نشأ في حضنه.
لكن حال الالتفات ظل كما هو حتى بعد أن عادت البلاغة "امبراطورية" تصدِّر المفاهيم والمصطلحات إلى العلوم الأخرى بحيث أصبحت منطقة مشتركة يستعان بها في الإشهار والسياسة والتعليم، مبينة عن انبعاث قوي منذ ستينات القرن الماضي إذ إن أسلوب الالتفات لازال لم يلق الاهتمام اللائق على الرغم من تطور العلوم التي يضرب بجذورها فيها، والتي أصبحت علوما ملحقة بالبلاغة أو متقاطعة معها كلسانيات الخطاب والنقد النفسي والسوسيولوجي، والمنطق، و الحجاج، والتداوليات الخ.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/09/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - العباس عبدوش
المصدر : الممارسات اللّغويّة Volume 7, Numéro 3, Pages 73-84 2016-09-01