الجزائر

أسعى إلى الحفاظ على السيف و"الموس" البوسعادي



تشتهر مدينة بوسعادة العريقة بصناعة السيوف المزخرفة والسكاكين الشهيرة التي يتنافس عليها عشاق الأصالة والجمال من داخل وخارج الوطن، نظرا لشهرتها الكبيرة، خاصة أنها تتميز بخاصية تسهيل الذبح في الأعياد والمناسبات. وخلال الجولة التي قادت "المساء" إلى مدينة بوسعادة بالمسيلة، التقت بالحرفي خليل بن بودينة، المختص في صناعة السيف العربي و«الموس" البوسعادي، الذي يسعى جاهدا إلى الحفاظ على هذه الحرفة التي قال عنها بأنها إرث الأجداد الذي يجب المحافظة عليه، مبرزا رغبته في تعليم الشباب هذه الحرفة التي تحتاج إلى الكثير من الصبر.أكد ابن مدينة بوسعادة الذي أصبح مشهورا داخل الوطن وخارجه، لمشاركته في العديد من المعارض التي تقام هنا وهناك، ويتربع فيها "السكين البوسعادي" وسيف الزينة العربي على العرش، أن "الموس" والسيف من رموز مدينة بوسعادة وولاية المسيلة كاملة. مشيرا إلى أن هذه الحرفة ليست سهلة، كونها تحتاج إلى جهد وصبر كبيرين من الحرفي الذي يختارها في حياته المهنية، يقول "صراحة صناعتهما فيها تعب وشقاء، فشخصيا مازلت أعتمد على الأدوات التقليدية كالمطرقة والقادوم بالاعتماد على الفحم، وأحتاج أسبوعا كاملا لتحضير السيف وأسبوعا لصناعة خنجرين، لكن حاليا تطورت الأمور وأصبح هناك آلات خاصة لصناعة السيوف والسكاكين. مما يسهل عملية صناعتها ويشجع الشباب على الحفاظ على هذه الحرفة. كما أتمنى الإشراف على الورشات المفتوحة ليتسنى لهم تعلمها، بالإضافة إلى أملي في أن ألقى الدعم من السلطات المعنية لتحقيق هذا الهدف".
فيما يتعلق بخاصية السكين البوسعادي وسره، قال محدثنا بأن "الموس" البوسعادي القديم فيه رموز وشكل مميز لا يمكن تغييره، إذ يعد موروثا ماديا يجب الحفاظ على خصائصه، لكن يمكن تطوير هذه الحرفة وإضافة بعض الزخارف الفنية البسيطة التي تخص الطابع البوسعادي، حتى لا يخرج عن قالبه المطلوب والمحبوب.
ميزة "الموس" البوسعادي الذي لا يمكن أن يدخل المدينة زائر ولا يقتنيه، هو أنه مصنوع من الحديد الصلب، وسره في شفرته الرقيقة التي تسهل ذبح الأضحية في الأعياد والمناسبات. يشرح الحرفي بالقول حيال طريقة صنعه "صناعة الموس تتم يدويا، ونعتمد فيها على المطرقة، ونعمل بالضغط باليد، حيث يكون سميكا في الجانب العلوي، لتصبح شفرته جد رقيقة في جانبه السفلي، ويكون حادا. وحتى لا تفسد شفرته، لا يستعمل في تقطيع الخضر والفواكه".
عن السيوف، قال محدثنا "لدينا نماذج مختلفة لسيوف الأمير خالد ابن الهاشمي بن الأمير عبد القادر، الذي كان مقيما هنا وقبره موجود بالمنطقة، ونحن نسعى إلى المحافظة عليها حتى لا تندثر لأنها رمز وطني".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)