أسعار اللحوم البيضاء تلتهب.. والممونون في قفص الاتهام

* 30 بالمائة من ثمن الدجاجة يرجع إلى ارتفاع سعر غذائهاارتفعت أسعار اللحوم البيضاء خلال الأيام الأخيرة بشكل محسوس دون مبررات واضحة، ما أثار استياء المواطنين، خصوصا أنه يحرم العائلات ذات الدخل المحدود من اقتناء هذه المادة الأساسية، فقد تراوح سعر الكيلوغرام الواحد بين 360 دج و400 دج. تفاجأ الجزائريون بتسجيل ارتفاع معتبر في سعر الدجاج الذي وصل إلى400 دج للكيلوغرام الواحد في بعض المناطق، بعد أن استقر في حدود 240 دج لليكلوغرام في شهر رمضان المنصرم، فقد تضاربت أسعار اللحوم البيضاء في ظل نقص الرقابة. وحسب ما كشفه صاحب إحدى القصابات بالجزائر ل”الفجر”، فإن سبب هذا الارتفاع راجع إلى الممونين باللحوم البيضاء الذين لا يلتزمون بسعر محدد، بينما يشتكي الممونون ومربو الدواجن من ارتفاع سعر غذاء الدجاج على غرار الصوجا والذرة، ما ينعكس على سعر المنتج في النهاية، إذ يمثل سعر الغذاء بين 20 و30 بالمائة من سعر الدجاج، بينما يشتكي المواطن من نقص الرقابة التي تسمح بالتلاعب بالأسعار. وشبق أن اعتبر الحاج الطاهر بولنوار، رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين، في تصريح خاص ل”الفجر”، أن هذا الارتفاع المحسوس في سعر اللحوم البيضاء راجع إلى جملة من العوامل وليس عاملا واحد فقط، أولها زيادة الطلب على الدجاج في هذه الفترة التي تلي شهر رمضان مع محدودية العرض، كون مجمل المربين قد سوقوا دجاجهم بالكامل خلال الشهر الفضيل واستنفدوا مخزونهم، وبالتالي فإن تربية صيصان جديدة يتطلب مدة شهر ونصف لتكبر ويتم تسويقها، وبالتالي تتميز هذه الفترة من السنة بتراجع العرض في ظل تزايد الطلب. كما عدد محدثنا عوامل أخرى لطالما أرّقت شعبة تربية الدواجن في الجزائر، على غرار نقص اليد العاملة خاصة في فصل الحر وارتفاع تكاليف تربية الدجاج على غرار غلاء أسعار الغذاء والكراء وغيرها. ونفى محدثنا أن يكون ارتفاع أسعار الدجاج راجعا إلى المضاربة أو الاحتكار، بدليل أنه وصل إلى ثمن 200 دج الذي يعد أدنى سعر في بداية شهر رمضان الماضي، مؤكدا أنه يستحيل المضاربة في ظل وفرة الإنتاج. من جهة أخرى، دعا رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين إلى ضرورة تشجيع إنتاج اللحوم والدواجن، كون الإنتاج المحلي لا يغطي الطلب، إذ يبلغ مجمل ما يستهلكه الجزائريون من اللحوم البيضاء 300 ألف طن سنويا، وهي كامل الكمية المنتجة، بينما يفوق الطلب على المادة 400 ألف طن سنويا، ما يمثل عجزا بأزيد من 100 ألف طن سنويا في إنتاج الدجاج.