أسعار التجزئة تتحوّل إلى أسعار الجملة خلال 24 ساعة

لم ينتظر التّجار بسوق الجملة للخضر و الفواكه بالكرمة حلول الشّهر الفضيل لرفع الأسعار .فحسب المتتبّعين لأحوالها فقد غلت معظم السّلع المعروضة بين ليلة و ضحاها ممّا ينذر باشتعال الأسعار في أسواق التجزئة خلال الأيّام الأولى من رمضان حيث أن الأسعار التي كانت مطبّقة بسوق التجزئة تحوّلت إلى سوق الجملة خلال 24 ساعةإذ عرف السّوق يوم الاثنين تهافتا على المعروضات بشكل غير مسبوق و خاصّة على الخضر المطلوبة بكثرة في تحضير أطباق رمضان و منها الطماطم التي قفز سعرها بالجملة إلى 45 دج و هي التي كانت معروضة ببعض الأسواق الجوارية بأقل من هذا الثمن.و بهذه الزيادة المفاجئة يرتقب أن يصل سعرها بسوق التجزئة إلى 60 دج أو 70 دج للكلغ حسب بعض الباعة.أمّا الجزر الذي يعد من الخضر الأساسية في تحضير "شوربة" رمضان فقد تراوح سعره ما بين 55 دج و 60 دج بالجملة و بنوعية أقل ما يقال عنها أنّها متوسّطة رغم أنّه لم يتجاوز هذا الثمن منذ أسابيع بالأسواق الجوارية.و حتّى الشمندر عرف ارتفاعا في سعره بالجملة إذ عرض أوّل أمس ب 40 دج للكلغ و هو أيضا من الخضر التي يكثر استهلاكها في هذا الشهر من أجل تحضير المقبلات .و موجة الغلاء هذه لم تستثن أي مادّة غذائية بسوق الجملة فحتى القسبر و البقدونس كان الإقبال عليهما كبيرا جدّا كونهما مادتان لا غنى عنهما في تحضير مختلف الأطباق التقليدية في رمضان لذلك ارتفع سعرهما في هذه الأيام .و نفس الشّيء بالنسبة للبصل حيث ارتفع سعره بسوق الجملة أول امس إلى 35 دج رغم أنّه كان يعرض بأسواق التجزئة ب20 دج للكلغ قبل أيّام لكن مع حلول شهر رمضان جنّت الأسعار و استسلم التّجار لحمى الشّراء فراحوا يتهافتون على السّلع لمجابهة الطّلب فلم تنفع تطمينات لا الإتّحاد العام للتّجار و الحرفيين و لا وزارة التّجارة و لا مواعظ الأئمة في المساجد لكف جشع التّجار و شره الصّائم في الاستهلاك و من يتجوّل بسوق الكرمة سيلاحظ لهيبا في أسعار جل المواد و المحزن أن هذه المواد التي تقتنى بأثمان مرتفعة ستكون نهايتها في القمامة .حيث أظهرت دراسة قامت بها الفدرالية الوطنية لحماية المستهلك بأن حجم الاستهلاك يتضاعف 3 مرّات خلال رمضان حيث تم مقارنته مع شّهر نموذجي فلوحظ بأن ميزانية جل العائلات تتضاعف 3 مرات.و هذا التبذير يتسبّب في ارتفاع الأسعار و مضاعفات صحّية خطيرة للصّائمين و منهم ما يصاب بالتّخمة و ينقل إلى الإستعجالات الطبية ،ناهيك عن تضاعف حجم النفايات المنزلية الذي أصبح هاجسا لمصالح النظافة