يحكى في الزمان الغابر أن هناك سبعة إخوة أشداء، جميلى الطلعة، حملت أمهم
للمرة الثامنة، و تمني الاخوة أن تلد أمهم بنتا تؤنسهم و تسليهم و تخفف
عنهم وحشتهم.
فأقسموا بأغلظ الايمان مغادرة الديار والأهل و الخلان إن ولدت أمهم ذكــرا
وأوصوا خادمتهم أن تلوح لهم بالراية البيضاء إن ولدت بنتا، فطارت الخادمة فرحا
وسرورا، إن أنهـا من شدة فرحتها بالبنت و خوفا على ذهاب الاخوة , رفعت لهم
راية خضراء، تأســف الاخوة لظنهم أن المولود ذكرا، ورحلوا تاركين وراءهم الام و الأخت
,و بكتهم أمهـم بكاء مثيل له.
مرت الأيامم و تزوج الاخوة ، و كبرت الاخت، و كانت كلما خرجت لتلعب مع
رفيقاتها يتطيرن بها، و يضربنها، و يلقون عليها بأنواع الشتائم، و أنها في ليلة
ميلادها هرب إخوتها، فترجع البنت الوحيدة إلى أمها وتسألها الحقيقة، و لكن
. الام في كل مرة تكذب تلك الاقاويل و المزاعم.
مرت الأعوام و صارت البنت فتاة حسناء بعد أن عرفت الحقيقة، و حدث أن
، غزت قبيلة قبيلتها، و خطف الزعيم الفتاة و أخذها معه إلى بلاد بعيدة و تزوجها
و أنجبت له ولدا و أسمته باسم أخيها الكبير "احمد سيدي"، و لم تمض سوى أيام
حتى وصلت إلى الاخوة أخبار اختهم و ما وقع للقبيلة من غزو، فعزموا أن يأتوا
بأختهم و لو كانت في أقصي الدنيا، فبحثوا عنها في كل مكان حتى وجدوها في
أرض بعيدة ، فاستقبلوهم أهل زوجها أحسن استقبال، و أقاموا الولائم و الافراح أياما
. متتالية ، و في الليلة الاخيرة اجتمع رجال القبيلة ليدبروا لهم مكيدة لقتلهم، فسمعت
الاخت ما دار بين زوجها و رجال القبيلة ، فدبرت خطة تنجي بها إخوتها
فجعلت توخز ابنها بإبرة ليصرخ و يبكي، فتسكته قائلة : "أريريدة يا احمد سيدي
أريردة يا اولد امي، أيرردة و غدوا و غدوا، أريردة و الناس اعدو، أريردة
نفخوا المسقي ، أريردة خلوة متكي، أريردة رفدوا الملجوم، أريردة خلو المعكوم"، ( و أريردة
كلمة تغني للاطفال بلحن جميل للنوم) و هي تقصد تنبيه إخوتها بالخطر المحدق
بهم، أي إرحلوا فالقبيلة تترصدكم و هي عدوة لكم، انفخوا القرب وضعوها في
. مضاجعكم، و خنوا معكم الخيل و دعوا الجمال.
سمع الاخوة صوتها، و فهموا ما تريد أن تلمح لهم، و أنهم نزلوا بقبيلة شرسة
فنفخوا القرب ووضعوها في فراشهم، و أخذوا الخيول، و أوقفت الام وخز رضيعها
حتى يسكت ، فظن القوم أنه قد نام، و بعد تسللهم أخذ الرجال يطعنون القرب
واحدة تلوى الاخرى, فعرفوا ان مكيدتهم قد باءت بالفشل، و نجي الاخوة من موت
. محتم، و عادوا بأختهم و رضيعها إلى قبيلتهم سالمين معافين.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 01/09/2019
مضاف من طرف : chai2020ma
المصدر : قاموس الأساطير الجزائرية