أسس المدينة الفاضلة عند الفارابي في ميزان الشريعة الإسلامية

حاول الفلاسفة قبل الإسلام وبعده أن يؤسسوا لمدينة فاضلة تحقق لأهلها السعادة، من أولئك الفلاسفة الفارابي الذي ألف كتابه (آراء أهل المدينة الفاضلة) مقتفيا بذلك أثر أفلاطون في جمهوريته، فهل نجحت محاولته؟ ولماذا؟ هذا هو موضوع البحث وهذا هو سبب اختياره، حيث أردت أن أكشف عن أهم الأسس التي وضعها الفارابي في بناء المدينة الفاضلة، وأن أبين مدى موافقتها للشريعة الإسلامية. وقد اقتضى هذا السبب أن أتبع المنهج التحليلي المقارن النقدي، حيث أحلل النص وأستنتج الأساس ثم أعرضه على الكتاب والسنة، فأنقد ما خالفهما مبينا وجه الصواب في ذلك. وتأتي أهمية هذا الموضوع في عصر ظن أهله أنهم يعيشون حضارة راقية تحقق سعادته، من غير حاجة إلى الأديان السماوية التي تدعو إلى المبادئ والقيم السامية في بناء الإنسان والعمران.