الجزائر

أسرار ومعلومات تُكشف للمرة الأولى...ما دور "صدام" بنقل الكيميائي للأسد؟



أسرار ومعلومات تُكشف للمرة الأولى...ما دور
أعلن ريتشارد باتلر، الرئيس السابق لمفتشي الأمم المتحدة الذين عملوا على مراقبة نزع أسلحة الدمار الشامل في العراق، إن أمام الفرق التي ستعمل على تدمير الترسانة الكيميائية السورية الكثير من العمل قبل النجاح بإتمام المهمة، مضيفا أن المهمة ستكون صعبة للغاية بحال لجأ السوريون لأسلوب "القط والفأر" لإخفاء الحقائق. وحول ما تردد عن وجود كميات كبيرة من السلاح الكيمائي بحوزة سوريا، قال باتلر "بما في ذلك قرابة 150 طنا من غاز السارين، وهذه كمية كبيرة للغاية، وسوريا تعتبر صاحبة أكبر مخزون من السلاح الكيميائي بالعالم، ولكن نتساءل هنا هل الإعلان سيكون شفافا، وهل لدينا القدرة على الحصول على تلك المعلومات؟." واضاف: "لست متأكدا من الإجابة، لكن لنفترض أن الأمر صحيح، فستكون الخطوة التالية إرسال مفتشين مستقلين قادرين على التأكد من صحة الإعلان، هذه المهمة ستكون صعبة ولكن يمكن القيام بها إن ضمنت سوريا حرية الوصول إلى المواد التي تمتلكها وإلى المختبرات المستخدمة لإعدادها، وأنظمة الأسلحة المستخدمة لنقلها، وقبل كل شيء طاقم العمل الذي أشرف على إنتاجها، إذ يجب أن يتمكن المراقبون من التحدث إليهم ومعرفهم أدوارهم وبعدها يمكن التأكد من مصداقية الإعلان السوري." واسترجع باتلر ذكريات مهمته في العراق وما كان قد ذكره عن ممارسة نظام الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، لعبة "القط والفأر" مع فرق التفتيش الدولية قائلا: "كانوا يخبروننا بأن المواد موجودة في موقع معين، ونطلب نحن تفتيش ذلك الموقع فيعمدون إلى تأخيرنا، وعندما نتمكن من الوصول إلى الموقع نكتشف عدم وجود المواد فيه، وعندها يعتذرون مؤكدين أنهم أخطأوا بتحديد الموقع وغاب عن ذهنهم إخبارنا بأنهم نقلوا المواد إلى منشأة أخرى." وأردف باتلر: "هذا الأمر كان مزعجا إلى الحد الذي اضطررنا معه إلى محاولة التنصت على أجهزة الاتصال اللاسلكية لديهم وكنا نسمعهم وهم يأمرون عناصرهم بإخلاء موقع معين بسبب توجهنا إليه"، معتبرا أنه لا يمكن التنبؤ بما قد يكون عليه تصرف النظام السوري وما إذا كانت هذه "الالاعيب ستعود من جديد". وأكد باتلر أن عمليات التفتيش على الأرض هي التي تنجز مهمة تدمير أسلحة الدمار الشامل وليس الغارات الجوية، مشيرا إلى أن التجربة العراقية أثبتت ذلك قائلا: "نحن من فعل ذلك. لقد أشرفت بنفسي على الكثير من عمليات التدمير، وفي الواقع فإن المجتمع الدولي طلب من العراق عدم تدمير أسلحته بنفسه خشية أن يعمد النظام إلى إخفائها وادعاء تدميرها." ولفت إلى قضية مهمة تتعلق بالسلاح العراقي، إذ قال: "في تقريري الأخير لمجلس الأمن عام 1999 ذكرت أننا دمرنا كامل ترسانة العراق من الأسلحة الكيميائية، باستثناء كمية صغيرة لم نعرف مكانها، كنا متأكدين بأن النظام العراقي قد أنتجها لكننا لم نعرف مصيرها، وكان هناك تقارير استخباراتية - تبدو اليوم مثيرة للاهتمام - تشير إلى قيام العراق بنقلها إلى سوريا لإبقائها بعيدة عن متناولنا." وختم باتلر بالقول: "هناك جانب مهم لنجاح الحملة وهو وجود رغبة حقيقة لدى الجانب السوري للتخلص من سلاحه، ولكن إذا حصلت ألاعيب أو مقاومة لهذه المهمة فلن تتحقق."


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)