أساطير كرة القدم الجزائرية (الحلقة ال25)إعداد: كريم مادي
بلعيد لكارن..
أول حكم جزائري في المونديال
في حلقة اليوم سنسلط الضوء على اول حكم جزائري شارك في نهائيات كاس العالم انه ابن مدينة سيدي بلعباس بلعيد لكارن كان ذلك في مونديال اسبانيا 1982 وهو المونديال الذي شارك فيه منتخبنا الوطني وحقق فيه نتائج رائعة.
ترى من هو بلعيد لكارن الذي دخل تاريخ المونديال؟ وكيف بداء ممارسته مهنة التحكيم؟ ذلك ما سنتعرف عليه سويا من خلال هذه السلسلة التاريخية التي لن تجدون مثلها الى عبر صفحات جريدتكم المفضلة أخبار اليوم .
عاش حياة الصبا مليئة بالأشواك
بلعيد لكارن ولد خلال الحرب العالمية الثانية
ولد بلعيد لكارن يوم 26 أكتوبر عام 1940 بمدينة سيدي لعباس في الأيام التي تزامنت مع عز الحرب العالمية الثانية التي أودت بحياة الآلاف من الجزائريين الذين جندتهم فرنسا المستعمرة دفاعا عن وطنها ضد جيوش هتلر.
عاش الفتى بلعيد سنوات الأولى على غرار العديد من أبناء جيله حياة مليئة بالأشواك بالنظر إلى وضعية الشعب الجزائري في تلك الفترة التي كانوا أذلاء تحت السيطرة الفرنسية لكن والد بلعيد كان يرفض الذل والاهانة وقد عرف كما يقال بشأنه انه كان يتشابك دوما مع الكولون لرفضه الامتثال لقوانينهم العنصرية التي كانت تضع المواطن الجزائري ضمن الطبقة الكادحة والتي يجب سحقها وقتلها.
قبل ولوجه عالم التحكيم
قصة بلعيد لكارن مع الساحرة
على غرار العديد من الجزائريين أحب الفتى بلعيد لكارن رياضة كرة القدم قبل أن ينطق باسمها عند بلوغه سن الثالثة عشر أمضى أول إجازة مع أصاغر اتحاد بلعباس ويرجع الفضل في إمضاء بلعيد لكارن في فريق الاتحاد إلى الراحل حساني الذي كان يشغل حارس للملعب البلدي لمدينة بلعباس.
بعد بلوغ بلعيد لكارن سن الثامنة عشر فضل بلعيد لكارن تغيير الأجواء حيث انتقل إلى فريق سكك حديد بلعباس كان ذلك عام 1958 لتوج معه على كاس رابطة وهران للأواسط لكن وفي الموسم الموالي تمت ترقيته إلى صنف الأكابر بعد أن أبان عن إمكانيات كبيرة في صنف الأواسط لكن وبعد القرار الذي اتخذته جبهة التحرير الوطني بتجميد جميع النشاطات الرياضية في الجزائر قصد التفرغ كلية للثورة التحريرية راودت بلعيد لكارن فكرة الالتحاق بالمجاهدين الذين كانوا يلقنون المستعمر فنون القتال لكن بطلب من مسيري فريقه فضل لكارن العمل السري بمد المجاهدين بالأخبار وكل تحركات العدو عبر مدينة سيدي بلعباس.
في عام 1962 لعب لكارن لفريق صغير اسمه بوتافوغو تابع لأحد أحياء مدينة سيدي بلعباس.
مباشرة بعد الاستقلال عاد بلعيد لكارن من حيث انطلق وهو اتحاد بلعباس ودام بقاءه في فريق وادي المكرة إلى غاية 1968 ليخوض بعدها تجربة قصيرة في نادي نفط وهران وهو الفريق الذي احدث بمناسبة أول إصلاح على المستوى الوطني عام 1967 علما أن هذا الفريق تم حله فيما بعد.
سنة من بعد عاد لكارن من جديد إلى اتحاد بلعباس وكانت لعودته فال خير على فريقه إذ تمكن من الصعود في زمن قياسي من القسم الشرفي إلى القسم الوطني الأول وساهم لكارن في صنع الكثير من أفراح العباسيين بفضل أدائه في الدفاع فنظرا لطوله الفارع وقوته الفورمولوجية كان بمثابة جدار حصين لحارس فريقه لكن وفي عز عطائه يفاجئ بلعيد لكارن ليس العباسيين فحسب بل الجمهور الرياضي في تلك الأيام بإعلان اعتزاله الكرة نهائيا في عام 1971 بالرغم من أن سنه لم يكن يتجاوز الواحدة والثلاثين سنة فاسحا المجال للاعب ميلود صالحي الذي لعب فيما بعد للمنتخب الوطني لفترة وجيزة.
اعتزل اللعب في سن ال31
من اللعب إلى التدريب
نظرا لعلاقة الغرام التي كانت تربط بلعيد لكارن مع الساحرة كرة القدم واصل حبه لهذه الرياضة لكن هذه المرة في عالم التدريب.
في عام 1971 وهي السنة التي أعتزل فيها لعب الكرة أجرى أول تربص للمدربين بمدينة وهران وحصل في العام الموالي على شهادة تدريب درجة أولى بملاحظة ممتاز الأمر الذي جعل مسئولي اتحاد بلعباس يستعينون به فدرب أواسط هذا الأخير لكن بدون مقدمات قرر بلعيد لكارن التدريب بالرغم من النتائج التي حققها في أول موسم له في هذا العالم مع أواسط اتحاد بلعباس وفور اعتزاله التدريب دخل عالم التحكيم الذي قاده إلى المجد والشهرة.
1972
قصة بلعيد لكارن مع الصفارة
دخل بلعيد لكارن عالم التحكيم في عام 1972 وهو العالم الذي لم يفكر بدخوله إطلاقا فبعد أن كان تفكيره منصبا بعد اعتزاله العب دخول عالم التدريب بدليل نيله شهادة تدريب درجة أولى لكن في أول سنة بعد حصوله عليها قرر طلاق التدريب.
قصة لكارن مع الصفارة كانت في مطلع سبتمبر 1972 حين استدعاه احد زملائه بحضور احد دروس التحكيم لتوسيع معارفه الرياضية فقط فأعجبت بالطريقة والمعلومات التي قدمها المدرس وهو الدرس الذي غير نظطرة لكارن تجاه التحكيم فقرر دخول عالم الصفارة .
لقاء وداد مستغانم وهلال سيق
المنعرج الحاسم في مسيرة لكارن التكيمية
أول مقابلة أدارها بلعيد لكارن كانت بين مولودية البيض وسامباك تيارت برسم بطولة القسم الشرفي لرابطة وهران وشاءت الصدف أن يغيب الحكم الرئيسي بشير الغول فطلب منه محافظ اللقاء أن يديرها فكان عند محل هذا الأخير فحصل على علامة 7 من 10.
في السنة الموالية تقدم بلعيد لكارن بطلب رخصة تجاوز امتحان الصنف الأول وتم قبوله وجرى الامتحان في شهر سبتمبر عام من عام 1973 بمعهد الري بمدينة وهران وخلال هذا التربص عين لإدارة مباراة الجارين اتحاد وهران وترجي مستغانم بملعب بوعقل بوهران وهذا في مطلع عام 1974 اللقاء الذي انتهى بالتعادل السلبي كانت بمثابة بداية حقيقة نحو غد أفضل.
ثم جاء دور الامتحان الخاص بما بين الرابطات فكان موضوع الامتحان المقابلة التي جرت بين وداد مستغانم وهلال سيق وكان الوداد مؤهلا لكاس الجزائر ولم تكن المباراة سهلة لما سادها من حماس واندفاع بدني وأمام تزايد هذا الغليان في المدرجات التي تحول إلى المدرجات ولتهدئة ماكان يجري بداخل الملعب بن اللاعبين اضطر بلعيد لكارن إلى طرد احد لاعبي الوداد فعادت المياه إلى طبيعتها بين اللاعبين بعد نهاية اللقاء الذي انتهى بفوز الوداد لهدف لصفر تقدم إليه الحكم الدولي الجزائري الراحل بن زلاط وهو يقبل جبينه اعترافا لنزاهته وقدراته في تحكمه في اللقاء الذي كان محل تخوفات الكثير نظرا للحساسية الكبيرة الموجودة بين أنصار الفريقين لطابعه المحلي.
لقاء هلال سبق ووداد مستغانم جعل من بلعيد لكارن احد الحكام الباب البارزين ومع مرور المباريات التي كان يديرها لكارن بكل نجاح مكنته من فرض مكانته على الصعيد الوطني فراح ينافس أشهر الحكام الجزائريين آنذاك منهم عويسي وبن نيف ون غزال وقايد وشيحاني.
1978
من السنغال.. غرّدت صفارة لكارن عالميا
أول لقاء دولي اداره بلعيد لكارن كان بالعاصمة السنغالية دكار وها في مطلع عام 1978 بمناسبة اللقاء الذي استضافه نادي جان دارك السنغالي مع نادي غوريا الكيني برسم الدور الأول كاس إفريقيا للأندية الحائزة على الكؤوس وقد أبدع لكارن في هذا اللقاء مما جعله ينال رضا الاتحاد الإفريقي للتحكيم ليتم تعيينه فيما بعد لإدارة العديد من المباريات القارية الكبيرة.
أما على المستوى العالمي فأول دورة شارك فيها لكارن كانت الألعاب الجامعية التي احتضنتها العاصمة المكسيكية مكسيكو عام 1979 لكارن كان خير سفير للجزائر في هذا التجمع الرياضي الجامعي حيث حصل في نهاية الدورة على علامة 8 من عشرة فلم يشكل اختياره لإدارة مباريات البحر الأبيض المتوسط التي جرت بمدينة سبليت حيث عين لإدارة مباراة دور نصف النهائي بين فرنسا واليونان ورغم قوة المباراة إلا أن ابن مدينة سيدي بلعباس أنهاها بامتياز مما مكنه من الحصول على وسام الفيدرالية العالمية لكرة القدم.
حصوله على هذا الوسام كان بمثابة جسر عبور للمشاركة في دورة الألعاب الاولمبية التي احتضنتها موسكو عام 1980 وهي الدورة التي زادت لكارن شهرة ونجاحا إلى درجة انه تلقى التهاني من طرف الاتحاد الدولي للعبة وفي مقدمتهم رئيس هذه الهيئة البرازيلي جواو هافلانج ومن طرف رئيس اللجنة المركزية للتحكيم الدولي ارتيمو فرانكي حيث هاتفه بعد اولمبياد موسكو قائلا له: استعد جيدا لإدارة مباريات في أوروبا
ارتيمو فرانكي كان عند وعده حيث اختاره لإدارة مباراة ايطاليا والدنمارك في إطار تصفيات مونديال اسبانيا 82 اللقاء الذي جرى يوم 4 نوفمبر1980 بالملعب الاولمبي بروما والذي انتهى بفوز الطاليان بهدفين لصفر نال لكارن علامة 8.5 من 10 وهي علامة نادرا ما تمنح لحكم إفريقي لكن ابن الجزائر نالها بجدارة واستحقاق من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم.
بعد تألقه اللافت دوليا
لكارن في مونديال الأندلس
بعد تألقه اللافت دوليا انتاب بلعيد لكارن إحساس باختياره في مونديال اسبانيا عام 1982 خاصة بعد بلوغ منتخبنا الوطني هذا المونديال عن جدارة واستحقاق.
في مطلع شهر مارس 1982 تم تعيين لكارن ضمن قائمة من الحكام لادارة مبارريات كاس العالم بإسبانيا من بينهم حكمين عربيين وهما الليبي يوسف الغول والبحريني إبراهيم الدوي.
قبل تعيينه لإدارة مباراة المجر والأرجنتين كان بلعيد لكارن يعيش على نشوة الفوز التاريخي الذي حققه منتخبنا الوطني على ألمانيا 2/1 كان لهذا الفوز رد ايجابي على معنوياته كون لا أحدا سيسال عن هذا القادم من الجزائر باعتبار هذا البلد قهر ألمانيا.
لقاء الأرجنتين والمجر كان بمثابة لقاء ثأري للأخير بعد الذي حدث للاعبيه في مونديال الأرجنتين أمام منتخب التانغو حيث أرغم على الخسارة للمساح لمنظم الدور للتأهل لذا لم تكن المباراة سهلة لبلعيد لكارن فكان عليه ان يبدي شجاعته وقوته قصد التحكم في المباراة وإلا لفلت منه الأمور ويخسر ما ربحه من طرف العديد من النقاط في عالم التحكيم.
اللقاء انتهى بفوز الأرجنتين بنتيجة ساحقة 4/1 وبقدر ما استحق الأرجنتين هذا الفوز بقدر ما استحق لكارن علامة 7.25 من 10.
بعد اعتزاله التحكيم...
لكارن من رئيس رابطة وهران ألجهوية الى رئيسا للفاف الى رئيس اللجنة المركزية للتحكيم
بعد اعتزاله التحكيم في عام 1985 انتخب بلعبد لكاران رئيسا لرابطة وهران ألجهوية و في عام 1987 انتخب رئيسا للاتحادية الجزائرية لكرة القدم الفاف لكن سرعان ما تم الإطاحة به.
عودة لكارن إلى الساحة الكروية كانت في نهاية التسعينيات حيث تم تعيينه رئيسا للجنة المركزية للتحكيم لكن لم يعمر طويلا ليتم تعيينه كعضو في لجنة التحكيم في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ليعود من جديد لرئاسة اللجنة المركزية للتحكيم بالفاف وهو المنصب الذي حافظ عليه لاكثر من سبع سنوات الى ان تم ابعاده من هذا المنصب قبل أربع سنوات من ألان وتم تعيين خليل حموم خلفا له إثر ضغوط من رؤساء الاندية المحترفة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/08/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com