الجزائر

أزيد من 20 سنة في مجال تحنيط الحيوانات البرية



يوري حانة إبراهيم عالم يبث الحياة في جثت حيوانات
قضى يوري حانة إبراهيم أزيد من 20 سنة في مجال تحنيط الحيوانات البرية ، وهو عالم يظهر براعة المحنط في استخدام مختلف المواد للحفاظ على شكل الحيوان و ديمومة بقائه ، فيما يصعب التفريق بينه وبين الحيوان الذي يعيش طليقا في الغابات و الصحراء الجزائرية الشاسعة .
يهدف عضو جمعية حماية البيئة "الحياة" لولاية تيزي وزو الذي التقته النصر أثناء مشاركته في الأنشطة العلمية التي احتضنتها مؤخرا ولاية عين الدفلى، إلى التعريف بشتى أنواع الحيوانات، خصوصا البرية منها التي يصعب على المواطن التوغل إلى الغابات لاكتشافها لدواعي متعددة ، و ذلك بالاعتماد على مهارات التحنيط فيمكن مشاهدتها عن قرب، كما قال للنصر يوري حانة إبراهيم، مضيفا "ليس بترصدها وقتلها حتى لا يفتح المجال على مصراعيه، فكافة الحيوانات التي تعرضت لعملية التحنيط ، أصيبت في حوادث مرور قاتلة أو تم العثور عليها ميتة وسط الأحراش، مثل النسر الذهبي الذي عثر عليه بغابات تيزي وزو، و هو من بين النسور النادرة في الجزائر ، إلى جانب بعض الحيوانات و الزواحف التي تتطلب جهدا للحفاظ على خصائصها ، كمظهرها الخارجي، فلا يستطيع من يراها التمييز إذا كانت حياة أم لا، وتظهر براعة المحنط من خلال عدم قدرة المشاهد على تمييز الحيوان المحنط من غير المحنط". و هكذا يتم استغلال هذه الثروة الضائعة التي تهددها ألسنة اللهب كل موسم صيف في مجال التحنيط، كما أشار محدثنا .
تمر طرق التحنيط، حسب يوري حانة إبراهيم و هو في العقد الثالث من العمر، بعدة مراحل أهمها "التنظيف"، إذ يتم إفراغ الرأس من المخ و نزع العينين وإزالة الشحوم و الزوائد الموجودة في البطن بدقة متناهية، للحفاظ على المظهر الطبيعي، مع حقن الجثة بمادة الفورمالين و التأكد من وصول هذه المادة السامة لجميع أجزاء الجسم من الجلد والعظم والعينين والقدمين.
يترك الحيوان ليجف ويتم حقنه مرة أخرى بالفورمالين في اليوم التالي ويترك أيضاً ليجف وفي اليوم الثالث يحقن للمرة الثالثة ويترك عدة أيام معلقاً في الهواء ، حتى يجف تماماً و يتم التخلص من رائحة الفورمالين ، وهي طريقة حديثة جدا من شأنها المحافظة على هيكل الحيوان، و هي بديلة للطريقة التقليدية التي تعتمد على الملح و القرنفل ، لتأتي مرحلة تعويض الأجزاء التي تم التخلي عنها باستخدام القطن.
بالنسبة للأذنين، يتم استخدام نوع من أنواع البلاستيك في تشكيلهما بصورة مماثلة لصورة الأذنين الطبيعيتين، لينتقل إبراهيم بعد ذلك إلى مرحلة "البناء" ، باستعمال كافة الإمكانيات المادية لذلك، من أجل إعطاء شكل وقوام للحيوان، مثل بعض المواد الأولية البسيطة كالأسلاك و شرائح من قارورات البلاستيك، القطن، وغيرها لملأ الأجزاء التي تقع بين الجلد و العظم.
بالنسبة للعينين يتم وضع زجاجيتين بنفس الحجم و الشكل، لتبدو للعيان طبيعية ، وفي الأخير، كما قال إبراهيم، يحرص على التنظيف الدوري للحيوان المحنط بالمبيدات الحشرية، لأن الحشرات تجد في الوبر و الصوف و الريش ملاذا آمنا لغذائها ، مع دهن الحيوان بالزيوت و الكريمات لإعطاء بريق ولمعان لوبره.
و يرى المتحدث بأن حماية الحيوانات بهذا الشكل، يكرس لدى الأجيال الصاعدة ثقافة واسعة حول الحيوانات، كما يورث أيضا مظهرا إيجابيا للحفاظ على التنوع الحيواني الذي تزخر به البلاد . هشام ج


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)