أجمعت تشكيلات سياسية على وجود نوع من الإهمال السياسي سواء من طرفها أو من قبل المترشحين الستة لرئاسيات أفريل المقبل تجاه التطورات والمواجهات في غرداية، مشددين على ضرورة توحيد جهود الجميع بداية من حكومة والمجتمع مدني، والأحزاب السياسية والشخصيات الفاعلة بمختلف انتماءاتها لكبح جماح الفتنة ووضع حد لأزمة المنطقة قبل خروج الوضع عن السيطرة.أكد لخضر بن خلاف، رئيس الكتلة البرلمانية لجبهة العدالة والتنمية في تصريح ل "السلام"، وجود إهمال سياسي تجاه الأزمة في غرداية، واعترف بعدم طرحها للنقاش في لقاءات تنسيقية الأحزاب المقاطعة، وقال: "لكن أنا على يقين من تحرك كل حزب في إطاره الفردي للمساهمة بما تسمح به صلاحياته وإمكاناته في تخفيف حدّة الأوضاع بالمنطقة"، وبرر ضعف حراك الأحزاب السياسية في هذا الشأن بأنها تركت المجال للسلطة قصد التصرف في القضية، لأنها تملك الإمكانات ومجال التصرف، وتفادت التدخل لعدم خلط الأمور، فضلا عن جهل الأحزاب لطبيعة ما يحدث في غرداية بشكل دقيق -على حد تعبير المتحدث-، الذي قال "في الأول والأخير المسؤولية يتحملها الجميع، سلطة، أحزاب، مجتمع مدني، وحتى الشخصيات البارزة والفاعلة في المجتمع".وهو ما ذهب إليه سعيد بوحجة، عضو المكتب الوطني المكلف بالإعلام في جبهة التحرير الوطني، عندما دعا إلى ضرورة تضافر الجهود لدعم مسعى الحكومة لإعادة المياه إلى مجاريها في غرداية، ونفى إهمال نشطات الساحة السياسية لما يحدث في المنطقة، وقال: "نحن في الأفالان أصدرنا أوامر وتعليمات لمناضلينا ونوابنا في غرداية إلى العمل بجهد والمساهمة في تحسيس أهالي المنطقة بخطورة استمرار الوضع على ما هو عليه". وفي رده عن سؤال حول تأخر الحكومة في إيجاد الحل وإقناع الأطراف المتصارعة، أوضح محدثنا "أن الحل لن يأتي بين ليلة وضحاها، فالحكومة تسعى جاهدة إلى تهدئة النفوس ومعالجة التصدع الاجتماعي الحاصل في المنطقة شيئا فشيئا".وحمّل محمد ذويبي، رئيس حركة النهضة، السلطة المسؤولية كاملة وقال: "الحكومة وحدها من تملك الإمكانات وبيدها قرار وقف ما يحدث في غرداية في لمح البصر إن شاءت". واعترف بوجود نوع من التقصير من جانب تنسيقية الأحزاب المقاطعة بصفة خاصة، وجل التشكيلات السياسية بصفة عامة، وقال: "إن المترشحين للرئاسيات "تجاهلوا وتهربوا من التعمق في الحديث عن ما يحدث في غرداية في تجمعاتهم الشعبية واكتفوا بالتعميم ومن خلال خطاباتهم الداعية إلى التوحّد وبتر الفتنة، في وقت كان حريا بهم تقديم حلول فعالة ومبادرات ميدانية للقضاء على الأزمة في المنطقة".ودعت نوارة جعفر، المتحدثة بإسم التجمع الوطني الديمقراطي، الأحزاب إلى توحيد جهودها، بعيدا عن خلافاتها للمساهمة في إنقاذ غرداية، وقالت "إهمال ما يحدث في إحدى أهم مناطق الوطن أمر غير مسموح"، وأضافت "الأرندي جند مناضليه ونائبه في غرداية وأمرهم بالعمل على محاربة الفتنة ومحاولة تهدئة الأوضاع هذا بالنسبة للعمل النظالي، أما على المستوى السياسي الحكومي هناك عمل حثيث من السلطات العليا في البلاد لوضع حد في أقرب الأوقات للفوضى التي تعم غرداية"، مستدلة في ذلك بالتنسيق الدائم والجاد بين الحكومة والمسؤولين المحليين في المنطقة لمحاولة لم شمل الأطراف المتصارعة وتسوية الأوضاع سلميا وبهدوء.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/04/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : قاسمي أ
المصدر : www.essalamonline.com